السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا لكل القائمين على الموقع، وجزاكم الله كل الخير في مساعدة السائلين وإخوانكم من عباد الله.
هل يؤاخذ الإنسان على ما يبقى من أثر الذنب في حال إن لم يكن متأكدا إن بقي أم لا؟
البارحة حين فرغت من الصلاة خطر في رأسي سؤال جلب لي من المشاعر السلبية ما ضاق به صدري، ماذا لو بقي أثر من ذنوبي على الإنترنت بعد توبتي؟ أنا لست متأكدا أنه بقي أم لا، ولا أريد أن أزور أي موقع دنيء لأتأكد من ذلك فلعل ذلك سيتبعه شر أعظم واحتمالية ذلك ضعيفة، أفيدوني لأن هذا الأمر أصبح يعيد لي صورا وشرورا لم أكن لأتذكرها منذ زمن بعيد، ولا أريد أن أتأكد من الأمر لأن ذلك ربما سيجلب شرا أعظم، فهل علي أن أتناسى الأمر وأمضي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م.ع. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسعد كثيرا بتواصلكم مع موقعنا، ونحن في خدمتكم، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، والجواب على ما ذكرت:
- بداية نحمد الله تعالى الذي وفقك إلى طريق الحق والهداية، ونسأل أن يثبتك على الطاعة.
- وما ذكرت من بقايا أثر الذنوب التي يجب التخلص منها، فهذا حرص منك على أن تكون توبتك على ما يرضي ربنا، ولكن هذه الآثار ما كان متيقنا منه أو تظنه من تلك الآثار فسارع إلى التخلص منه، وهذا واجب عليك ولا شك، وحتى لا تكن سببا في إضلال الآخرين.
- وأما ما كان مشكوكا فيه من آثار الذنوب ولا تدري عنه، أو أنك لا تعلم عنها ، ولست متأكدا منها، فإنه لا تحاسب عليها، ولا يلزمك البحث عنها في المواقع حتى تزيلها، لأن هذا ليس في مقدورك، وفيه مشقة عليك، ولأنه يستوجب الدخول إلى مواقع لا ينبغي الدخول عليها لما فيها من منكرات، ولكن ما علمته منها واطلعت عليها منها دون تتبع أو بحث سارع إلى إزالته.
- وأخيرا أوصيك أن تهتم بتزكية نفسك بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن تكون داعية إلى الخير، حتى تكفر عما بدر منك في الماضي، وأكثر من الإستغفار، ولا تنشغل ببقايا آثار ذنوب لا تعرف عنها، لأنه ذلك قد يكون من مداخل الشيطان عليك حتى يصدك عن العمل الصالح، وحتى يدخل في قلبك الحزن، ويقنطك من رحمة الله.
وفقك الله لمرضاته.