أمي تقف عائقاً أمام زواجي.

0 416

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة ملتزمة – ولله الحمد – ولكنني أفكر كثيرا في الأمور الجنسية، وأشعر بالذنب لكثرة تفكيري في هذه الأمور، وأخشى على نفسي أن أقع في الفاحشة، ومشكلتي أن والدتي ترفض أي شخص يتقدم لي دون أن تستشيرني أو حتى تحاول أن تأخذ رأيي، وقد تحدثت معها كثيرا وأخبرتها أنني مستعدة لأن أتزوج الآن وليس شرطا أن أنتظر أختي، فلم تهتم بما قلته وظلت ترفض دون علمي.

ثم تحدثت مع والدي في الأمر فقال: إن الأمر ليس بيده، وهو سيوافق على أي شخص مناسب لكن المشكلة أن الأمر كله بيد والدتي، وعندما علم إخوتي بأنني أطلب منها أن تأخذ رأيي على الأقل قبل أن ترفض انقلبوا جميعهم ضدي وقالوا أنه ليس من حقي أصلا أن أختار من أتزوجه، وهو حق لوالدتي، لأنها هي تعرف مصلحتي أكثر مني.

وقبل فترة تقدم لي شاب ملتزم، وهو من أقارب زوج أختي الكبرى فظنت والدتي أنه يريد أختي، ووافقت عليه، ثم علمت بعد ذلك أنه يريدني أنا وليس أختي فرفضت الأمر تماما دون أن تأخذ رأيي، وأنا أريد هذا الشاب ولا زلت أريده حتى الآن، فهل من الأفضل أن أتحدث مع أختي الكبرى لتخبر زوجها بأنني أريد هذا الشاب (قريبه) وهو يبلغ هذا الشاب بذلك؟ أرجوكم أفيدوني وجزاكم الله خير الجزاء.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rasha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإنه لا حرج مطلقا في إبداء رأيك لشقيقتك الكبرى، فهي أقرب الناس إليك بعد الوالدة التي يؤسفنا أن تفكر بهذه الطريقة، وأختك أيضا هي أنسب من يخبر زوجها حتى يوصل تلك المشاعر لأخيه الأصغر من أجل أن يكرر المحاولات ويطرق الباب مرارا حتى يفتح له.

كما أرجو أن يكون لأختك دور وتأثير على والدتك وإخوتك فهي أنسب من يستطيع إقناعهم، وأرجو أن تجتهد في إقناع الوالدة بأن هذا الأمر أرزاق، وأن أختك الثالثة سوف يأيتها رزقها في الوقت الذي قدره الله، وحبذا لو استطاعت أختك المتزوجة أن تقنع الأخت الأخرى لتقول كلمتها في الأمر وترفع عنكم الحرج، فإن المسلمة تسعد لسعادة أختها وتفرح وتتمنى لها من الخير مثل ما تتمنى لنفسها.

ولا ينبغي أن تقف الوالدة أو الوالد في طريق البنات إذا جاء الخاطب المناسب صاحب الدين والأخلاق، علما بأن الأمر بيد الفتاة فهي التي سوف تعيش مع الرجل وليس الوالدة أو الإخوان، ومن هنا جعلت الشريعة هذا الأمر حقا من حقوق الفتاة فقال عليه صلاة الله وسلامه: (البكر تستأذن وإذنها صماتها والثيب أحق بنفسها من وليها)، وذلك لأن الثيب خبرت الرجال وعرفتهم.

وليس ما قاله إخوانك صوابا ولكننا لا ننصحك بمواجهتهم وإشعال الخصومات معهم، وأرجو أن تقوم أختك الكبرى ووالدك بمهمة إقناعهم والكلام معهم.

وأرجو أن تشغلي نفسك بطاعة الله، واحرصي على تقواه فإنه سبحانه يتولى الصالحين، وييسر أمر المتقين، وأكثري من ذكره واللجوء إليه، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.

والله ولي التوفيق والسداد.



مواد ذات صلة

الاستشارات