السؤال
السلام عليكم وجزاكم الله خير الجزاء.
في آخر ولادة صدمت بسبب فحص قامت به دكتورتي كان مؤلما جدا، وذلك بهدف أن تسهل لي الولادة، ومنذ تلك اللحظة صرت أرفض أن أحدا يلمسني، لدرجة أني ما ذهبت للمستشفى حتى جاءني الطلق، وولدت بالسيارة.
كنت خائفة وأرتجف جدا، وأسناني تصطك، ونفسي يضيق، واختنقت، وانفصلت عن الواقع، رغم أن الجميع كان يحاول تهدئتي من الهستيريا التي أصابتني.
الحمد لله مرت على خير، الآن أنا أحامل بالشهر الثاني، وبدأت تأتيني نفس الحالة، أفكر بالقيصري لكن دكتورتي ترفض ما دام أن كل شيء طبيعي.
لا أحد يفهم العذاب النفسي الذي أمر به، رغم أنني ولدت قبلها ثلاث مرات، ورغم الألم لم أكن أخاف، وكان خوفي في حدود الطبيبعي، لكن حادثة التوسيع القاسية التي تعرضت لها مرتين خلفت لي آثارا نفسية شديدة.
أرشدوني ما الحل؟ فو الله إني أبيت الليل أبكي، وأشعر بضيق النفس، وأشعر أن روحي ستقبض.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أتفق معك أن عملية الفحص الذي تم لك من أجل تسهيل عملية الولادة وتسهيل عنق الرحم قد تكون مؤلمة، ولا أعتقد أن الطبيبة كان قصدها إلحاق أي أذى بك، لكن كان من المفترض أن تكون هناك مقدمة طيبة منه توضح لك الفحص وأهدافه، ربما تكون قد قامت بذلك، ولكن من المفترض أن تقول لك أنه ربما يحدث لك ألم بسيط أو شيء من هذا القبيل، ويمكن أن يكون الفحص متدرجا مما يخفف من الألم.
عموما هذا الفحص شائع جدا، وتصوري أن ملايين النساء يتعرضن لهذا الفحص، وهو فحص جيد، أنا أذكر تماما لما كنت طبيبا متدربا في أمراض النساء والتوليد كان هذا الفحص فحصا شائعا جدا، وكنا نقوم به حتى كأطباء متدربين.
عموما أنا أقدر تماما مشاعرك، وأقدر أن التجربة كانت سلبية بالنسبة لك، لذا حدث نوعا من التشفير للمخاوف في وجدانك وفي كيانك الداخلي، لكن يجب أن تفككي هذه الشفرة، يجب أن تعرفي أن هذا الأمر أمر طبي وشائع، وليس من الضروري أن يتكرر مرة ثانية، وإذا تكرر إن شاء الله الطبيبة تكون أكثر خبرة، ويكون منهجها وطريقتها في القيام بهذا الفحص أفضل، إذا كانت هنالك حاجة له.
لا تفكري في العمليات القيصرية أبدا، وغالبا الولادة في الثالثة وفي الرابعة وفي الخامسة هي أسهل الولادات، فاتركي الأمور تسير على طبيعتها، وعليك بالدعاء، وأنصحك الآن بتطبيق تمارين استرخائية (تمارين التنفس المتدرج، تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها)، توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فيمكنك الاستعانة بها، وأرى أنها ستكون مفيدة جدا إن شاء الله تعالى.
افرحي بهذا الحمل، افرحي بهذه الذرية، واسألي الله تعالى أن يجعلها ذرية صالحة، وتذكري كم من الناس هم عقيمون وليس لديهم ذرية، فأمر الفحص وغيره أعتقد يجب ألا يكون شاغلا لك، ويجب أن نحمد الله تعالى ونشكره على ما من علينا بالأبناء.
إذا كان الفحص لك شديدا وتجدين صعوبة في الموائمة ومواكبة الحمل، لأنه أيضا من المفترض أن تكوني في حالة ذهنية وحالة نفسية إيجابية ومرتاحة، لأن دراسات كثيرة جدا أشارت الآن أن قلق الأم وتوترها ربما يؤثر على الجنين، هذه الدراسات متوفرة وإن كانت ليست دراسات قطعية، لكن يجب أن نجعلها في الاعتبار.
لا تنزعجي لكلامي لهذه الدراسات، كوني مطمئنة، وكوني مسترخية، وافرحي بهذا الحمل، واسألي الله أن ييسر أمر الولادة.
وإن صعبت الأمور عليك يمكنك أن تتناولي الآن دواء بسيطا جدا وسليما، سليما حتى في الحمل، الدواء يسمى (سيرترالين)، جرعته في حالتك جرعة بسيطة جدا، تبدئي بنصف حبة (خمسة وعشرون مليجراما) يوميا لمدة أربعة أيام، ثم تجعليها حبة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.
وإذا أردت أن تستمري عليه حتى الولادة فلا بأس في ذلك، وإن أردت أن تأخذي رأي طبيب نفسي أيضا هذا سوف يكون أمرا إيجابيا وجيدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.