أحتاج لتوجيهكم بشأن دراستي في الخارج، وكيفية مواصلة التقدم؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة، عمري 18 سنة، في آخر سنة من المرحلة الثانوية، كنت أدرس طوال حياتي في دول عربية ومنهج عربي، ولكن هذه السنة سافرت لأمريكا، وحاليا أدرس الصف الثالث ثانوي هنا، وأواجه صعوبة شديدة بسبب اللغة، ولكن مع ذلك أحاول أن أتعلم، جميع المواد ليست صعبة، وخاصة الرياضيات، أنا متفوقة جدا بها في الصف، ولكن لدي مشكلة عكرت حياتي، وهي أني دخلت كلاس اسمه Ap chemistry، وذلك لأنني أريد أن أكون صيدلانية في المستقبل، وهذا هدفي بالحياة، ولكني أواجه صعبوة بعدم الفهم، حتى إذا سألت المدرس أن يعيد الشرح لا أفهم شيئا، وعلى هذا الحال منذ البداية
لدي امتحانان في هذه المادة لم أقم بحلهما، لأني لم أفهم شيئا، وأيضا لدي امتحان شهري بعد خمسة أيام، وأنا جدا خائفة ماذا سأكتب؟ بالتأكيد سأسقط بذلك الامتحان، كنت متفوقة جدا بالمدراس العربية، وغالبا نسبتي 99.7 منذ الصف التاسع، ولكن عندما وصلت هنا وجدت نفسي غريبة لا أعلم ماذا يريدون، يعني حتى وإن قرأت المادة وفهمت لا أعلم ما المطلوب مني؟ كيف ستكون الأسئلة؟

حاليا نفسيتي بالحضيض، أحس بضغوطات ولا أستطيع التحمل، علي أن أنجز أشياء كثيرة، ولكن وقتي يضيع بالترجمة عندما أحاول الدراسة.

وأيضا أنا هنا أعيش مع أبي وأخي الصغير، وبعيده عن أمي وإخواني الذين اعتدت أن أعيش معهم، أحس بغربة وشوق لأمي ولإخواني.

كنت فتاة إيجابية دائما، ولكن عندما أتيت هنا تغير حالي، وأصبحت منعزلة دائما أفكر بالأشياء السلبية مثل: السقوط بالامتحان، وعدم قدرتي على التخرج هذا العام.

أرجو منكم إفادتي أريد شخصا يوجهني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك.
بداية: أود أن أبدي إعجابي الشديد بك، وعلى حرصك الشديد على إكمال دراستك، بالرغم من التحديات التي تواجهك في بلد الاغتراب.

ومما لا شك فيه أن هنالك سلبيات للعيش والدراسة خارج الوطن، ومنها: صعوبة بالاندماج، وعدم رغبة في تقبل المجتمع الجديد، والشعور بالعزلة، بحيث لا يكون الشخص مهيئا نفسيا ومعنويا للبلد الذي سيذهب إليه، كما أن تلك التوقعات البراقة قد لا ترقى إلى الواقع وذلك يعود لعوامل كثيرة كاتخلاف الثقافة واللغة، والفروق الكثيرة في العادات والتقاليد لسكان البلد المحليين.

ولكي ينجح الطالب في التأقلم مع بيئته والتكيف مع وضعه الجديد فلا بد أن يتعلم ويتقن لغة البلد لتخطي هذه العقبات، والتأقلم والتكيف فيه.

مشكلتك -بنيتي- هي الحنين إلى الوطن، واشتياقك لوالدتك وإخوانك، وهذا أمر طبيعي، ويمكنك التواصل معهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والقيام بزيارتهم نهاية العام الدراسي.

أما بالنسبة إلى تعلم اللغة الإنكليزية: فأنا أرى أنه يمكنك تجاوز هذا الأمر بإذن الله تعالى، وذلك من خلال ارتياد معهد اللغة الإنكليزية، والذي يقع ضمن الحرم الجامعي إذا أمكن، فهذا سيجعلك تشعرين بارتياح أكبر في البلد الذي انتقلت إليه، واعلمي أن تعلم أي لغة جديدة يحتاج إلى وقت وجهد.

ارفعي من همتك، نظمي وقتك، وتحلي بالصبر والمرونة، فتنظيم الوقت من العناصر المهمة التي تساعد على النجاح وتخطي الصعوبات.

اعلمي أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وإلا ما آتاها، ولكن اتركي لنفسك مساحة تقومين فيها بما تحبين من نشاطات تسعدك بما تسمح لك به الظروف، فالفرق بين الإنسان الناجح والآخرين هو ليس نقص القوة، ولا نقص المعرفة، إنما نقص الإرادة.

استفيدي من خبرات الآخرين في ترتيب أولوياتك، حتى تنفذي ما هو أفضل لك، ومهما حصل فلا تتركي الدراسة لأي سبب من الأسباب؛ لأن من سار على الدرب وصل، ومن تسلل إليه اليأس فقد أصابه في مقتل! توكلي على الله وافعلي ما هو أهم في نظرك، وواصلي دراستك حتى تتخرجي.

وإذا كان هنالك إمكانية أن تذاكري مع زميلة لك، خاصة مراجعة الامتحانات السابقة في مادة Ap chemistry سوف تكون ذات فائدة كبيرة لك بإذن الله تعالى.

غاليتي: إن الناجح لا يسمى ناجحا إلا لأن الناجح نجح في تخطي العقبات، ولولا وجود العقبات والمصاعب ما جاء مسمى النجاح، والناجحين كم وكم من الصعاب كان يقف أمامهم عند تحقيق أحلامهم، و تخطوا تلك العقبات، واعلمي أن نجاحك في حياتك سيمنحك ثقة وقوة.

احرصي على الصلاة، وأكثري من الاستغفار والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- فهما من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب.

تمنياتي لك بالنجاح المستمر، والتفوق الدراسي بامتياز يا سمر.

مواد ذات صلة

الاستشارات