حول المن على الناس و ممارسة الرياء و حب الظهور

0 30

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
أما بعد ، سادتنا الكرام و لما بلغ السيل الزبى و وصل القيء للحنجرة، فإن إستشارتي لكم تأتي تمخضا لما شهدته من إنعدام للمروءة و الحياء مع تطبيع مع حب الظهور و جمع النقاط على حساب عمل الخير و ما إلى ذلك من شتى أنواع و صنوف الشرك الأصغر و العياذ بالله.
و إن سؤالي لحضرتكم يأتي تأسفا لما بلغه المستوى من البذاءة و الإنحطاط في ضيعتنا الضائعة \"منزل جميل\" فيما يتعلق بالعمل الجمعياتي و الفردي الخيري منه التطوعي .
فهل من الأصل تصوير كل شاردة و واردة و إظهار الحركة و السكون حيال ما يستجد من طارئ أو حدث أو ما أملاه الواجب كما إدعاه
وصوليو وسائل التواصل بمعنى هل من المقبول إسلاما و شرعا أن يرفق كل عمل خيري كان بما يفضحه من الصور و الكتابات ؟ هل من المستحب الحديث عن فعل الخير طمعا في سماع الإطراء و الثناء و التثنية ؟؟
ما حكم كل هذا البادي و الظاهر من أعمال و أفعال تخفي الباطن المبتغى من ذلك ؟؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحبيب التركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أخي الكريم في موقعنا، ونسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين، والجواب على ما ذكرت.

- اعلم اخي الكريم أن العمل الخيري له دوره الفاعل في التخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين، ويغلب على القائمين عليه الحرص على النية الصالحة، وظننا فيهم أن لا يبحثون عن ثناء الناس ولا السمعة من خلال التوثيق الإعلامي للمناشط الخيرية، وإنما يقصدون بالتوثيق توسيع دائرة فعل الخير؛ لأنه قد تفشى البخل في المجتمعات في الآوانة الأخيرة؛ ولأن بعض الجهات أو المتبرعين، يشترطون التصوير وتوثيق الأسماء لضمان وصول المواد المتبرع بها إلى مستحقيها، فيكون التوثيق في هذه الحالة نوعا من الاستمرار والتحفيز للناس حتى يساهموا في رعاية المحتاجين، وهذا التوثيق يكون لازما، وظننا فيهم أيضا أنهم يريدون كرامة من يعطى من تلك الصدقات، ولا يقصدون الإهانة لهم.

أنا معك في إنه لا ينبغي تصوير كل شاردة وواردة في العمل الخيري، بل قد يكون الأولى تركه، إذا كانت ليست هناك حاجة، والأولى عند التصوير أن تكون بدون تصوير الوجوه، وإذا صور وجه أحد من الناس فليكن بعد إذنه في ذلك.

- وأخيرا أرجو أن تتفهم وجهة نظري فيما ذكرت لك من تفصيل، ولا تضخم من أخطاء إخواننا في العمل الخيري فلم يصل الأمر إلى أن يبلغ السيل الزبى، وتنكر عليهم ما عندهم من أخطاء ظاهرة، مع تقبل وجهة نظرهم فيما خالفوك فيه.

كان الله في عونك.

مواد ذات صلة

الاستشارات