السؤال
السلام عليكم
بدأت الحالة بعدما كنت أظن أني مصاب بمرض عضال، استمريت على هذا الوهم لمدة عام كنت دائم التردد على المستشفيات.
كنت ألاحظ أن هناك وشيشا خفيفا بدأ يظهر بالأذن اليمنى، وبعد فترة زاد بشكل شديد حتى أصبح على شكل لحن موسيقي متكرر مع هلع شديد وتوتر وتعرق، وحرارة بالظهر مستمرة.
ذهبت إلى ٣ أطباء نفسيين أولهم قال معي فصام مع أني لا أسمع أصواتا بشرية، والثاني قال معي اضطراب وجداني، مع أني ثابت على حالة عدم الراحة والخوف، ولم أشعر بسعادة منذ ٦ أشهر، وآخرهم قال: معي اكتئاب بأعراض فصامية، ولا أدري ما هو التشخيص الصحيح؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التشخيص المناسب مع ما ذكر في استشارتك هو التوهم المرضي أو القلق بالأحرى، لأن هناك أعراض قلق واضحة ظهرت معك، وخوف المرض نفسه قد يكون عرضا من أعراض القلق وليس هو بالتوهم المرضي، التوهم المرضي هو فقط الانشغال بالمرض، وأن الشخص عنده مرض خطير، والذهاب إلى الأطباء، والتردد عليهم بكثرة، وإجراء الفحوصات الكثيرة، ... وهكذا.
لكن إذا كانت توجد أعراض مع التوهم المرضي فإن التشخيص هو القلق.
لا توجد لديك أعراض فصام – كما ذكرت – ولا توجد اضطرابات وجدانية. أتفق معك تمام الاتفاق أن الهلوسة السمعية في الفصام هي سماع أصوات بشرية تأتي من الخارج، ويسمعها الشخص بأذنيه، ليس في داخل الأذن ولكن تأتي من الخارج، أصوات واضحة وكلام محدد، قد يكون شخصا واحدا، قد يكون أشخاصا متعددون، قد تكون أصوات نساء أو أصوات رجال، ولم تذكر أي أعراض اكتئاب واضحة أو هوس – أخي الكريم – ليتم تشخيصك اضطراب وجداني.
الشيء الآخر الذي أود أن أتطرق إليه؛ هو أنك ذكرت أن وشيش خفيف هذا قد يظهر في الأذن اليمنى، هل استمر في الأذن اليمنى فقط أم شمل الأذنين معا؟ لأنه إذا كان في الأذن اليمنى فقط فهنا يرجح مشكلة عضوية بالأذن وليس مشكلة نفسية، لأنه إذا كانت مشكلة نفسية فإنه يشمل الاثنين معا، - يعني: لكي أوضح أكثر – مشكلة نفسية: أي أنه عرض من أعراض القلق والتوتر فإنه يكون في الأذنين معا وليس في أذن واحدة أخي الكريم.
عليك أيضا بزيارة طبيب أنف وأذن وحنجرة للتأكد من أنه ليس هناك مرض ما في الأذن اليمنى، ولكن بقية الأعراض التي ذكرتها تتماشى مع القلق بدرجة كبيرة – كما قلت – ولا يوجد فصام أو اضطراب وجداني.
وفقك الله وسدد خطاك.