السؤال
السلام عليكم.
يحدث كثيرا أن يتشاجر والداي، وأجدني أضطر للكذب لأحاول الإصلاح بينهما، وصرت أخشى -لا قدر الله- أن يفترقا، ولا أعرف من منهما أتبع، مع العلم أن كليهما مسن وبحاجة إلي.
السلام عليكم.
يحدث كثيرا أن يتشاجر والداي، وأجدني أضطر للكذب لأحاول الإصلاح بينهما، وصرت أخشى -لا قدر الله- أن يفترقا، ولا أعرف من منهما أتبع، مع العلم أن كليهما مسن وبحاجة إلي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راضية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فلا شك إن الأم هي الأضعف والأحوج إلى المساعدة، مع أن الشريعة تأمرك بالإحسان للجميع وتقدير ظروف كل واحد منهما، وحتى في حالة المساعدة للأم فما ينبغي أن يشعر الأب أنك تفضلين الوالدة عليه لأن ذلك يزيد من المشاكل ويجلب لك كراهية الأب، فليكن إحسانك للوالدة دون علم الوالد ولا تقصري في الإصلاح بينهما، (وليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرا أو ينمي خيرا)، ولا تتعمدي الكذب الصراح ولكن المطلوب هو ذكر الإيجابيات ونقلها للطرف الآخر، وتحاشي الكلمات السيئة والتصرفات الكيدية، كأن تقولي للأب: والدتي تذكرك بالخير، وتتذكر الأيام التي قضتها معك، فإن مثل هذه الأشياء تزرع الثقة وتبعث كوامن الخير في النفوس.
ولابد من دراسة أسباب الشجار بينهما لتفاديها ومحاولة علاج المشكلات من جذورها والحيلولة دون حصول الاحتكاكات قبل وقوعها، واجتهدي في ملاطفة الجميع ومعاملتهما بالحسنى.
ولا أظن أن الفراق سوف يحدث ولن يستفيد أحد من ذلك، ولكن إذا حصل ذلك لا قدر الله فأنت مطالبة بالإحسان للجميع مع إعطاء رعاية أكثر للطرف الأضعف، وأرجو أن يكون للإخوان والأخوات والأهل دور في الإصلاح ومشاركة في تحمل التبعات.
ونوصيك بكثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، مع ضرورة تذكير الوالدين بالله والنصح لهما برفق وأدب، فإن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح ما بينه وبين خلقه، وغالبا ما تحدث المشاكل والأزمات بسبب المعاصي والبعد عن طاعة الله وذكره، فيجد الشيطان في بيوت الغافلين المبيت والعشاء ويغرس بينهم العداوة والبغضاء.
والله ولي التوفيق والسداد.