هل يجوز أن أطلق مرؤوستي التي أحببتها من زوجها لأتزوجها أنا؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

أحببت مرؤوستي في العمل ظنا مني أنها منفصلة عن زوجها، وعندما سألت عنها قيل لي: أن بينهما مشاكل ولكنها لم تتطلق بعد، فصرفت النظر عنها فترة، ولكنني تابعت أخبارها من إحدى زميلاتها فعرفت أنها في مشاكل مستمرة مع زوجها وأهله، فتحدثت إليها لأعرف منها مشاكلها فقالت لي: أن زوجها لا يعاملها جيدا ولا أهله كذلك فهم....، وتحدثت لي عن بعض المواقف التي تدل على أنانية زوجها ورغبته في الزواج بغيرها رغم أنهما متزوجان منذ سنتين فقط.

السؤال هو: هل يجوز أن أطلقها من زوجها الظالم هذا لأتزوجها أنا أم لا يجوز؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – أخانا الكريم – في الموقع، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونحيي حرصك على السؤال قبل الإقدام على هذا العمل الذي لا تقبله الشريعة، فإن لعنة الله على من خبب امرأة على زوجها، والتخبيب هو أن يشجع الرجل الأجنبي المرأة أن تخرج عن طوع زوجها أو أن تخرج من حياته، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا يخفى عليك أن هذه المرأة الرئيسة (المديرة) تظل أجنبية عنك، وينبغي أن يكون تعاملك معها في حدود العمل ووفق ضوابط الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، كما أنه لا يجوز للإنسان أن يشجع امرأة متزوجة على إفساد زواجها، أو يشجع زوجة على التمرد على زوجها حتى لو كان أنانيا أو كان فيه عيوب، فمن الذي ما ساء قط؟ ومن الذي له الحسنى فقط؟
كلنا ذلك الذي لا يخلو من العيوب، والنقص يطاردنا رجالا ونساء، فنحن بشر، وهذا شأن البشر في كل زمان ومكان.

وإذا حصل وتكلمت عما يحدث فشجعها على الاستمرار مع زوجها، وعلى تذكر ما عنده من إيجابيات، وحبذا لو ابتعدت بالكلية، فإن هذا النصح يمكن أن تقوم به أخوات فاضلات لهذه المديرة – أو لهذه الأخت – وهذا هو الذي ينبغي أن يحرص عليه المسلم، أن يكون ناصحا لله تبارك وتعالى ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ولا يعرض نفسه للشبه ولمثل هذه الفتن، لأنه لا يجوز أن يجتمع رجل بامرأة إلا مع ذي محرم، ولأن الشيطان هو الثالث.

فمن النصح للعامة أن نذكرهم بما يرضي الله تبارك وتعالى، وأن نعين كل زوج أو زوجة على حسن التعامل مع الشريك، وعلى الصبر عليه. ولذلك لا يجوز أصلا تشجيعها على أن تطلق من زوجها، كما أنه لا يجوز التفكير فيها والميل إليها وهي متزوجة وعندها زوج، ولا يجوز كذلك قصد هذه النية، ووصف زوجها بأنه ظالم ونحو ذلك، فإنها تذكر ما يليها، وأنت لم تسمع من الزوج، فلعله أيضا يعاني منها من جوانب أخرى، وعلينا أن ندعو الله تعالى بأن يصلح بينهم وبين كل زوجين، وأن يعيننا على الخير، واعلم أن النساء غيرها كثير، وعليك أن تسأل الله أن يصرفك عنها ويصرفها عنك وعن تلك الفتن، وأن تسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أكرر: ما تقوم به عمل يسمى (التخبيب)، وهو محرم من الناحية الشرعية، بل يعتبر من الكبائر؛ لأنه ورد فيه اللعنة وأنه ليس منا، كما في الحديث: ((ليس منا من خبب امرأة على زوجها))، وفي رواية: ((ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا))، فتجنب ما يغضب الله تبارك وتعالى، واحرص على بناء حياة زوجية صحيحة تأتي من خلالها البيوت من أبوابها، والأفضل لك دائما أن تتزوج بفتاة لم ترتبط بغيرك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات