السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أني أعاني منذ قرابة خمسة شهور من غصة بالحلق، وكانت تنتابني تشنجات بالرقبة عندما أقود سيارتي، وأحس باختناق في الرقبة والحلق، وذهبت إلى أكثر من طبيب أنف وحنجرة، وقال لي لا يوجد شيء في الحلق.
ثم بعد شهرين من الغصة كنت أعيش في غرفة غير مهواة، وأدخن بكثرة، وأسهر كل يوم للصباح وفي يوم أحسست بوجع في الصدر، وكنت قد شاهدت خبر وفاة شاب صغير إثر جلطة قلبية، فبدأت بالبحث عن أعراض الجلطة، وشعرت بقلبي ينبض بقوة وضيق نفس شديد، وأني على وشك الموت.
وهرعت إلى عائلتي أطلب المساعدة، وأخذني الإسعاف إلى المستشفى، ثم قالوا لي هذه نوبة هلع بدون أي فحوصات.
ومنذ ذلك الموقف وأنا أحس كل يوم بخوف، خاصة في المساء، ضيق في التنفس، وثقل بالرجلين، وأني على وشك أن أفقد الوعي، وأصبحت أخاف أن أبقى لوحدي في المنزل، أو أذهب لمكان بعيد في السيارة وحيدا.
علما أني كنت في السابق على العكس تماما، لا أخاف من الوحدة، أو الأماكن البعيدة، خاصة عندما أكون وحيدا؛ لأني أشعر بالخوف من أن أفقد الوعي، ولا أجد المساعدة.
علما أن الغصة في الحلق قد ذهبت عندما داومت على شرب الزنجبيل واليانسون.
وقد قرأت عن تمارين الاسترخاء والتنفس العميق، وأمارسها كل يوم تقريبا، لكن الإحساس بالخوف يأتي كل يوم تقريبا وخصوصا في المساء، أو عندما أذهب للمشي إلى مكان بعيد عن المنزل أحس بدوار في رأسي، وشد في الحلق، وثقل في الأرجل، وآني على وشك السقوط .
مع العلم أني حاليا أعمل بشكل يومي، لكني فقدت متعة حياتي مع هذه الأعراض.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ احمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الشعور بالغصة في الحلق والتشنجات خاصة حين تكون خارج المنزل - في السيارة مثلا - هذا دليل على وجود قلق نفسي، ربما يكون فيه شيء الرهاب أو الخوف القلقي، وبالفعل النوبة التي حدثت لك هي نوبة هلع، وأنت أصلا لديك القابلية للقلق، والقابلية للقلق كثيرا ما تؤدي إلى القابلية للهلع، وهنالك تداخل كبير جدا ما بين القلق والخوف والوسوسة. أنا أعتقد أنه لديك شيء من هذا وذاك، لكن ليست متجسدة وليست مجسمة، وأعتقد أنها درجة بسيطة.
نوبة الهلع هذه كان المثير لها موضوع: التدخين، والغرفة المغلقة، والخوف من الذبحات القلبية بعد أن شاهدت خبر وفاة ذاك الشاب الصغير الذي توفي بجلطة قلبية.
أيها الفاضل الكريم: هذه الحالات حالات كثيرة جدا، ومنتشرة، يصاب بها الكثير من الناس خاصة في زماننا هذا، أحد وسائل علاجها الممتازة هي: أن تعيش نمط حياة صحي، أولا: يجب أن تتوقف عن التدخين، يجب أن تمارس رياضة، استمر على تمارين الاسترخاء التي تمارسها، وهي بالفعل ممتازة، نظم وقتك، تجنب النوم النهاري، احرص على النوم الليلي، أكثر من التواصل الاجتماعي، اجتهد في عملك، واحرص في العبادات، الصلاة على وجه الخصوص يجب أن تكون في وقتها وبطمأنينة وخشوع. وطبعا تلاوة القرآن والحرص على الأذكار - خاصة أذكار الصباح والمساء - وصلة الرحم ... هذه كلها معينات عظيمة جدا للارتقاء بالصحة النفسية للإنسان.
بقي أن أصف لك إن شاء الله دواء مفيدا جدا، والدواء يسمى (سبرالكس) ويمكن أن تدعمه بدواء آخر بجرعة صغيرة، الدواء الآخر يسمى (دوجماتيل).
بالنسبة للسبرالكس - والذي يسمى علميا استالوبرام - تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناول هذه الجرعة الصغيرة أو جرعة البداية أو الجرعة التمهيدية لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، وهذه هي جرعة التوقف التدريجي.
أما بالنسبة للدوجماتيل - والذي يسمى علميا سولبرايد - فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدوجماتيل.
هذه أدوية سليمة وبسيطة وغير إدمانية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
فإذا أرجو أن تطبق ما ذكرته لك من إرشاد، وتناول الدواء حسب الكيفية والوصف الذي أوضحناه لك، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.