زوجي أهملني بعد وفاة والده.. ما الحل؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة منذ 5 سنوات، زوجي طيب جدا، لكنه غامض لا أعرف عنه الكثير، بعد مدة والده توفي، وهنا انقلب حاله، أصبح يهتم بوالدته، ويخاف عليها كثيرا، وأهملني تماما يكلمني مرة يوميا، وأحيانا لا يتحدث معي، أجلس في منزل أهلي بالشهر أو الشهرين، وأحيانا أكثر، لا أراه، حتى اعتدت على الوجود في منزل أهلي، الأمر هذا لا أتقبله، ولا حتى أهلي وهم يعلمون أني متعلقة به، ولكني بهذه الطريقة تقربت من أهلي مجددا وأصبحت أنا أيضا لا أريد ترك بيت أهلي، وهو يتعامل معي معاملة حسنة، لكن إهماله سيتسبب في انفصالنا، فكما تعلمون البعد جفا، غير ذلك لست مرتاحة.

أيضا لدي أخت تزوجت وسافرت خارج مصر، وتزورنا من حين إلى آخر، وأهلي وحدهم، لذا أصبحت أعتني بهم، ولا أستطيع تركهم، وهو مع أمه يهتم بها ويرعاها، لا أعلم ماذا أفعل، أتمنى المساعدة؟

هل هو مذنب؟ وسيسأل أمام الله عن إهماله هذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يرحم أمواتنا جميعا وأموات المسلمين، وأن يعين زوجك على الوفاء لوالدته والوفاء لك، فإن الشرع الذي يأمره بالإحسان للوالدة هو الشرع الذي يأمره بحسن المعاشرة بالنسبة لك، وكلها واجبات شرعية، وعليه أن يقيم هذا التوازن.

ونبشرك بأنك لن تخسري أبدا من ارتباطك برجل يحنو على والدته؛ لأن البر يتوارث، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يعين زوجك على فهم هذه الأمور بهذا التوازن وبهذا الاعتدال، وعليه أن يتذكر أن الشرع الذي يأمره بالإحسان للوالدة – كما قلنا – هو الشرع الذي يحاسبه إذا قصر في حق زوجته.

وأرجو أن تتفهمي هذا الذي يحدث وتتكيفي مع هذا الوضع، وإذا كان في الإمكان الذهاب إلى حيث هو والوجود معه بعض الوقت لتكوني أيضا قريبة من هذه الوالدة، فإن برها أيضا مما يقربك أكثر بالنسبة له، وأيضا اهتمي بأهلك، وأعتقد أن هذه فرص من أجل أن يتأقلموا، ومن أجل أن تتكيفوا مع هذه الأوضاع الجديدة الحاصلة عندك وفي بيت أسرته.

وعلى كل حال لا نرى هذا سببا للانفصال أو سببا للبعد، فإن الإنسان ينبغي أن يتكيف مع الظروف المذكورة، ونحن قطعا لا نوافق هذا الزوج بالطريقة التي يتعامل بها، ونؤكد له أن الاهتمام بوالدته لا يعفيه من الاهتمام بزوجه، وحبذا لو استطعت أن تجعليه يتواصل معنا ليعرض ما في نفسه حتى يجد التوجيه من إخوانه من الرجال.

ننصحك بالصبر، وننصحك بعدم إدخال أي طرف، وننصحك بالتفاهم مع هذا الزوج، وأيضا تشجعيه على ما يقوم به من البر والدعاء لوالدته والدعاء لوالده المتوفى، أيضا عليك أن تحملي أحسن المشاعر تجاه أهلك إذا كانوا بحاجة إليك، فهذه فرصة إذا خدم أهلك فلتخدمي أنت أيضا أهله، ولكن هذا أيضا ليس على حساب استقراركم كأسرة، وأعتقد أن الجمع بين هذه الأمور لن يكون صعبا إذا صححنا المفاهيم وطابت النفوس وتراضينا على حلول وسط ترضي الجميع.

أنا أقول: هو ليس مذنبا وأنت لست بمذنبة، بل أنت مأجورة على صبرك ومأجورة على إعانته على ما يقوم به من البر، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات