أشعر أن الماضي يلاحقني رغم توبتي، فأنا أريد النصيحة.

0 26

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في فترة من حياتي كان سلوكي خاطئ، وتعرفت على الكثير من الشباب، وكانت لدي ممارسات سيئة معهم، لم أكن أفهم شيئا أو أستطيع التحكم بشهوتي، ولكن منذ ٤ سنوات -الحمد لله- تبت إلى الله، وأصبحت ناجحة في حياتي الاجتماعية، وتخرجت من الأوائل.

الآن أعمل، ولكن أستمر بالتفكير فهل سأرتبط مثل باقي زميلاتي؟ أنا لا أفكر بالارتباط ولكن أخاف من الماضي أن يلاحقني، فأنا أحتاج النصيحة؛ لأنه من النادر أن يتقدم شخص لخطبتي، وأشعر باليأس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحبا بك غاليتي.

بنيتي: رغم كل ما وجدته من آلام في استشارتك إلا أنني وجدت نور أمل في طلبك النصيحة والمساعدة لتعود ثقتك بنفسك التي افتقدتها بسبب" سلوك خاطئ، وكثرة علاقات وتواصل مع عدد من الشبان؛ وأصبحت تخافين من المستقبل كما ذكرت" أخاف من الماضي أن يلاحقني" مما أدى بك إلى العزوف عن فكرة الارتباط.

فهذا الخوف والشعور يصيب الإنسان عند ارتكاب المعاصي الصغيرة والكبيرة، وهذا ما يسمى بتأنيب الضمير، وهذه المشاعر سوف تزول مع مرور الوقت، ومع تحسين الظن بالله والرضى بما أنعم الله عليك من نعم، وتذكري قول الرحمن: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب".

وأنت -والحمد لله- تبت إلى الله منذ أربع سنوات وكما ذكرت" أصبحت ناجحة في حياتي الاجتماعية وتخرجت من الأوائل والآن".

بنيتي: إن الله رؤوف بعباده، ونحن بحاجة إليه، وهو غني عنا، واعلمي أن الله جل جلاله يفرح بتوبة العبد إذا تاب إليه توبة نصوحة أحبه الله وستر عليه، وأن ما يعينك على شعورك بالثقة بنفسك هو: توكلك على الله بعد التوبة، وأن تلزمي الطاعات من صوم وصلاة، وتأكدي أن الله سوف يزيل عنك هذه الغيمة السوداء؛ لتشعري بالراحة وكأنك ولدت من جديد.

فكري بطريقة إيجابية، وأبعدي كل فكرة تنكد عليك يومك، وقولي لنفسك ورددي الكلام الذي يعطيك القوة والثقة والإرادة والعزيمة، وأدعو الله أن يرزقك الزوج الصالح،

اختاري الصحبة الصالحة التي تعينك على تقويم سلوكك، وشاركي في حلقة لتحفيظ القرآن الكريم لتكون لك خير طريق، وطوري نفسك في عملك لتكوني فتاة مسلمة يفخر بها المجتمع الإسلامي وينتفع بها.

مارسي بعض أنواع الرياضة، وتعلمي الاسترخاء والتأمل، واشكري الله على ما خلق لنا من نعم في هذه الدنيا، وتجنبي السهر قدر المستطاع، وحاولي أن تأخذي قسطا من الراحة الجسدية والفكرية.

أسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، وأن ييسر أمرك، ويسعد قلبك قريبا -إن شاء الله تعالى- وأن يرزقك الشعور بالطمأنينة والراحة والثقة، وأرجو أن تطمئنينا عنك.

مواد ذات صلة

الاستشارات