السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة وأعاني من 10 سنوات من مرض الجنس النومي، أي أني أمارس العادة السرية أثناء النوم بدون وعي، وعائلتي يخبرونني بذلك؛ لأن نومي ثقيل جدا جدا، وهذا الشيء مزعج بشكل كبير، وأصبت باكتئاب بسببه؛ لأني لا أعلم ما العلاج؟ ولم أستوعب أنه مرض إلا في عام 2016 كنت أظن أنه فعل مني، وأرفض الزواج بسبب ذلك، وأعاني أيضا من حركات غريبة أثناء النوم.
تعبت جدا هل يوجد علاج لمثل هذه الحالة علاج دائم؟ وهل أستطيع الزواج؟
والسؤال الثاني لدي إجراء عملية جراحية في الوجه، وأخشى أن أفعل شيئا بعد العملية كون العقل الباطن هو الحاضر، فأمارس العادة السرية، مع العلم أني بحثت فوجدت الكثير بعد العملية يقولون أسرارا لهم، أو يفعلون أفعالا كانوا دائما على عمل بها، ما الحل؟
أرجوكم ساعدوني، هل يمكنني إجراء العملية أم أنتظر لعلاج مرض الجنس النومي؟ حيث إنني بحاجة لإجراء العملية جدا، وهل هناك أدوية تساعد على تخفيف ثقل النوم؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أولا: ممارسة العادة السرية لا بد أن تكون قد بدأت في اليقظة التامة، وحصل بعد ذلك التطبع ونوع من التثبيت الداخلي لهذا الفعل الذي قطعا لا يناسب شخصك الكريم.
ما أسميته بـ (مرض الجنسي النومي) يحدث دائما في مراحل النوم الأولى، قبل النوم العميق، والعلاج يكون من خلال: تحقير هذا الفعل، وأنت في اليقظة التامة يجب أن تجعلي نفسك اللوامة تسيطر عليك، يجب أن يكون هنالك جلد للذات حول هذا الموضوع، ويجب أن تستشعري قبحه وسوئه، وأنه أمر لا يناسبك أبدا.
الهدف من ذلك هو أن تعيدي برمجة كيانك الوجداني الداخلي؛ لأن الفعل فعل مكتسب ومتعلم، ولا نستطيع أبدا أن نقول أنه ليس إراديا، إرادتك لعبت دورا في تثبيته وتمكينه، وحدوثه في بدايات النوم – أو النوم غير العميق – أيضا فيه شيء من الإرادة، والتحقير التام والتنفير التام من الفعل في أثناء اليقظة وقبحه وعدم الدخول في أي خيالات جنسية؛ هذه هي الأسس العلاجية الصحيحة، فأرجو أن تأخذي الأمر بهذه الجدية.
وحتى مسميات (مرض الجنس النومي) لا أريدك أبدا أن تكافئ هذا السلوك الخاطئ بأن تعطيه مسمى، أبدا، هي عادة قبيحة مكتسبة، وتزول من خلال تحقيرها، والانفصال بل الانشطار عنها، النفس يمكن أن تنشطر وأن تنفصل من سلوكيات سيئة كثيرة، والأمر كله يتطلب العزم والقصد السليم وتسليط النفس اللوامة على الكيان الوجداني الداخلي.
هذا هو العلاج السلوكي، يضاف إلى ذلك أن تتجنبي النوم النهاري، حتى يكون نومك الليلي نوما عميقا وجيدا، ثبتي وقت النوم ليلا، مثلا الساعة التاسعة، أو الساعة العاشرة، ويجب ألا يكون هنالك أي تأرجح في وقت الذهاب إلى الفراش، يجب أن تأخذ الساعة البيولوجية – أو الساعة النومية – وضعها الصحيح والسليم، ويمكن أن تجلسي قليلا مثلا على كرسي، وتقرئي شيئا مفيدا، اقرئي شيئا من القرآن، اقرئي أي مادة أخرى تحسين أن فيها فائدة، وبعد أن تحسي أنك مقبلة نحو النوم اذهبي إلى الفراش، ويجب أن تركزي على أذكار النوم، يجب أن تردديها من كيانك الوجداني الداخلي بقناعة، وإصرار، واعتقاد على أنها بالفعل نافعة لك، ليقف هذا الفعل.
هذه هي نصائحي لك، ولا أرى هنالك علاجا دوائيا.
بالنسبة لموضوع العملية: أنا أعتقد أنه لن تحدث أي إشكالية، لا تضخمي هذا الأمر، لكن يجب أن تأخذي موضوع العادة السرية هذه مأخذ الجد، ويمكن تماما أن تعالجي نفسك منها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.