السؤال
السلام عليكم.
جار قديم لي على خلق ودين، أرسل لبعض من عائلتي ليتوسطوا لخطبتي فقاموا برده دون علمي أو علم والدي، والدي يعرفه ويرتضيه، ولكن لم يفعل شيئا، فأنا يتقدم لي الكثير ولكن لا أجد في مثل تقواه وطيبته، فهل يجوز لي أن أتواصل معه على الإنترنت فقط لإخباره أننا لم نرفضه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهديك لأحسن السبل، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يجمع بينك وبين الشاب المذكور على الخير، وأن يوفق الجميع لما يحب ربنا ويرضاه.
بداية: طبعا أساء الجار وأساء من حرموا هذا الشاب من التقدم لأسرتك، وكنا نتمنى أيضا أن يكون عنده إصرار ويخوض التجربة بنفسه ويأت إلى داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب. ونتمنى إذا كان هناك مجال في أن يكون التواصل بينك وبين أخواته أو بين أسرته، وإظهار المشاعر النبيلة تجاههم، فإن هذه رسالة في غاية الأهمية، وهي تفهم، وتؤدي المعنى الذي نريده.
أو: إذا كان لك محارم، أخ قريب لك في السن، أو عم، أو خال، يستطيع أن يوصل له الفكرة، فنرى أن هذه خيارات مفضلة.
في حالة العجز لا مانع من إرسال رسالة مقتضبة فقط بهذا المعنى، يعني أنكم كأسرة لم ترفضوا وجوده بينكم أو إقباله على هذه الأسرة، أو اختياره لهذه الأسرة.
إذا كانت الرسالة مقتضبة وبهذا المعنى فقط، حتى نحفظ لك أيضا عزة النفس، ونحفظ لك هذه المكانة حتى لا يشعر أنك تطارديه أو كذا، لأن الإسلام أراد للفتاة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة. فالشاب عليه أن يكرر المحاولات، وعليه أن يكون عنده عزيمة وإصرار، وأرجو قبل هذه الخطوة أن تتأكدي فعلا بأن الأسرة لا تمانع وأنك لا تمانعين، طبعا أنت تعرفي من نفسك، لكن نحن نخشى أيضا أن نفتح له باب أمل ثم تحول بعض العوائق الأخرى دون إكمال هذه المراسيم.
ولست أدري ما هي الأسباب التي رد بها، يعني: ماذا قالوا له؟ ما هي الأشياء التي جعلته يتأخر؟ هل جعلوه يتوقع أنه سيرفض وأنه لن يقبل؟ أم ما هي الأسباب التي دفعته؟ فإن هذا الجار القديم وهؤلاء الناس من الأهل ومن الجيران الذين قاموا بهذه الخطوة لم يحسنوا، لأنه ينبغي أن يتركوا له الفرصة ليصل وحده، ويقرر وحده، والحمد لله في شريعتنا من حق كل إنسان أن يسأل عن الطرف الآخر حتى يتأكد ونتأكد من هذا الميل والقبول والارتياح والانشراح والراحة بين العائلتين، لأن الإسلام يؤسس الأسر على قواعد متينة، على تقوى من الله ورضوان.
نسأل الله أن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكم به.