السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بعد بسم الله أود شكر القائمين على هذا الموقع، ولسهرهم على إجابة استفساراتنا.
قبل شهرين بدأت أعاني من نوبات الهلع لكن بدأت تظهر علي أعراض غريبة في جسدي، ولها حاسة لمسي بدأت أحس، وكأنها تخفت أو تقل، وأحيانا أهرع حتى عندما ألمس نفسي مرة لمست يدي خفت، وعندما نظرت وجدتها يدي وكان هذا غريبا علي.
أحس بخدر في رجلي، وأخاف أنهما سيتوقفات، لذا دائما ما أحركهما لأتأكد، أحس أن جسمي كله فارغ وحين أنظر إلى نفسي أحس أن هذه ليست يدي أو أني أنظر إليها من خارج جسدي، بدأت أشم رائحة لا وجود لها دائما ما تكون رائحة دواء أمي (عقار نوزينان).
لم أعد أستطيع النوم حتى عندما حاولت أن لا أنام ليومين لكي أنام بالليل فمرة أحس باختناق ومرة بانتفاضة في جسدي كله تفزعني.
لذا غالبا ما أنام بالنهار، أحس بدوار وأشعور دائم أنني على وشك الإغماء، وأحيانا أحس أنني أغيب عن الوعي للحظات حيث، وكأنني لم أكن هنا للحظات، ومن ثم رجعت، حدث التهاب في لساني حيث أنه انتفخ.
كما أني أيضا أعاني من صعوبة في البلع، حتى من اللعاب، وأحيانا الاختناق فعندما أكل لا ينزل الأكل بسهولة، وأحيانا أحس بكتلة في حلقي، ولا تختفي حتى عند شرب الماء.
عندما أضحك لا أحس بنفس شعوري سابقا، وكأن شيئا يكبحني، ودائما ما أتحقق من نبضات قلبي.
أحس برغبة دائمة في التنهد والتثاؤب والتشجؤ وكأنني سأختنق أن لم أقم بذلك، صرت أخاف أن أجلس بمفردي، الحمد لله صرت أقدر أن أواجه النوبات لكن هذه الأعراض تزعجني، فهل من دواء تنصحوني به؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أنا اطلعت على استشارتك بتفاصيلها كلها، والذي لاحظته أنه بالفعل لديك أعراض القلق النفسي، ولديك ما يمكن أن نسميه باضطراب الأنية أو التغرب عن الذات، أن الإنسان أحيانا لا يكون متأكدا من ذاته أو من أعضائه، أو يحس أن هنالك شيئا غريبا يدور حوله دون أن يكون مدركا لتفاصيله أو محتواه.
هذا يفسر عن طريق القلق، لكن الذي استوقفني حقيقة هو أنك يمكن أن تشمي رائحة لا وجود لها، هذا عرض، نعتبره مهما، وأحيانا بعض الاضطرابات الدماغية البسيطة التي تصيب جزءا من الدماغ يسمى بـ (الفص الصدغي) قد تكون هي السبب في مثل هذه الحالات.
شعورك أيضا بالإغماء أو أنك على وشك أن يغيب عنك الوعي: أعتقد أن هذا أيضا عرضا مهما، ولذا أريد منك أن تذهبي وتقابلي طبيب الأعصاب ليقوم بإجراء فحوصات معينة، وأهم هذه الفحوصات هو إجراء تخطيط للدماغ، ليتم التأكد من المسارات الكهربائية الدماغية، في بعض الأحيان قد تكون هنالك زيادات أو طفرات بسيطة في كهرباء الدماغ، وهذه قد تفسر هذه الأعراض، وطبعا إذا اكتشف أنه لديك شيء سيتم علاجه، توجد أدوية فعالة جدا لعلاج هذه الحالات.
إذا نصيحتي الجوهرية لك هي: أن تذهبي وتقابلي الطبيب، طبيب الأعصاب، ليقوم بإجراء هذه الفحوصات – تخطيط الدماغ – وإن رأى مثلا إجراء أيضا صورة مقطعية للدماغ؛ هذا أيضا سيكون أمرا جيدا، وطبعا الفحوصات الروتينية للتأكد من مستويات الدم سيجريه الطبيب أيضا تلقائيا.
بعد إجراء هذه الفحوصات ومقابلة الطبيب والأخذ برأيه أعتقد أنه يجب أن تطمئني، وحسب النتائج الطبية ستوضع لك الخطة العلاجية.
الهرع والقلق والتوترات علاجها ليس صعبا أبدا: ممارسة التمارين الرياضية، ممارسة تمارين الاسترخاء، تجنب الفراغ، النوم الليلي المبكر ... هذه كلها علاجات جيدة ومفيدة جدا. الحرص على المذاكرة في وقتها، الصلوات في وقتها، بر الوالدين، التواصل الاجتماعي، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل...هذه كلها علاجات لموضوع القلق والتوترات التي تعانين منها.
إذا – أيتها الفاضلة الكريمة – أريدك أن تتواصلي معي بعد أن تذهبي وتقابلي الطبيب، و تزدويني برأيه والإجراءات الطبية التي قام بها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.