السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر والامتنان على كل النصائح المفيدة التي تقدمونها.
جاء لخطبتي شاب من العائلة، ترددت كثيرا، لكن أمي أقنعتني أنه حسن الخلق والدين فوافقت، وكانت هناك خطبة بحيث رأينا بعضنا لكننا لم نتكلم مع بعض.
كل شيء كان في غاية السرعة، وبعد شهر بدأت تراودني الشكوك والقلق من أن شخصياتنا مختلفة تماما، ولا يمكن أن نتفق، فشعرت بالجفاء وعدم الرغبة به، مع أنه يتكلم معي في الهاتف ويحاول ما أمكن أن يرضيني.
أحس أنني لست مرتاحة، لقد أوقفت حلمي للدراسة عن بعد من أجل الزواج ورضى والدي، ولا أعرف ما أختار؟
من كثرة التفكير تأتيني نوبات هلع وبكاء، لا أعرف ما بي، مع أنني تحدثت مع والدي في هذه الأمور، لكنني لا زلت خائفة ومترددة من الخيار الصحيح.
أعتذر عن الإطالة، ولكنني بحاجة إلى بعض الأجوبة ليطمئن قلبي -بإذن الله-.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يكتب لك السعادة والاستقرار، وأن يحقق لك الخير ثم يرضيك به.
بداية نحن نكرر لك الشكر على التواصل، ونبشرك بأنا نشرف بتواصل بناتنا وأبنائنا الذين هم أغلى ما تملك هذه الأمة، ونسأل الله أن ينفع بكم بلاده والعباد، وما نقوم به هو واجب علينا، نسعد بالقيام به، وكلنا في خدمة أبنائنا وبناتنا.
هذا الشاب الذي هو من العائلة والذي رضيته الوالدة، والذي لا تجدين فيه عيبا ظاهرا؛ ننصحك بعدم التفريط فيه، ونؤكد لك أن مسألة الزواج قرار استراتيجي وأساسي بالنسبة لأي فتاة، وأنه لا يمنع الدراسة، ولا يمنع المضي في المستقبل، بل هو مما يعين الإنسان على أن ينجح في مستقبله، وفي دراسته، وفي حياته، وفي تكوين أسرته المستقرة.
نحن نقول هذا الكلام من خلال المئات -إن لم تكن الآلاف- الاستشارات التي جاءتنا لنماذج نجحت وأكملت مشوارها العلمي والعملي بعد الزواج، فإن الزواج أيضا يخلص الإنسان من هم كبير، ويعطي دوافع ومزيدا من الدوافع. فالفتاة والشاب بعد الزواج يحققان النجاح ليفرحا بعضهما بعضا، ليفرح زوجته، ليفرح أولاده، ليحسن تربيتهم، يكون له أهداف جديدة تعينه وتدفعه نحو المستقبل ونحو النجاحات العلمية والعملية.
ما يحصل من ضيق ووساوس ليست في محلها، ونحن نريد أن نقول: طالما حصلت النظرة الشرعية، والوالدة هي أحرص الناس عليك، وكذلك أهلك رضوا بهذا الشاب، والرجال أعرف بالرجال، والوالدة بخبراتها هي الأعرف، وأنت شاهدت الشاب، وليس عندك اعتراض، والآن يكلمك بالهاتف، هذه كلها مبشرات، ولذلك تعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الخير، ولا يريد لنا الاستقرار، ولا يريد لنا الزواج الحلال.
واعلمي أن مجيء شاب من العائلة، وجاء من الباب، ويطلبك بطريقة رسمية، وعنده الاستعداد، وهو يحبك ويقدرك ويتكلم معك؛ هذا أندر من النادر في هذا الزمان، فلا تضيعي هذه الفرصة، وتعوذي بالله من شيطان يريد أن يشوش عليك، واعلمي أن هذه المشاعر السالبة ليست في مكانها، فالفتاة ربما يحصل لها هذا خوفا من المسؤولية؛ لأنها لا تريد فراق أهلها، لأنها تذهب للمجهول، لكنا نبشرك بأنك تذهبي إلى الخير الذي هو الفطرة، فللنساء خلق الرجال، وللرجال خلق النساء، ولا يستغني الرجال عنهن، ولا تستغني النساء عنهم.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.