السؤال
السلام عليكم.
أصبحت لا أبالي بأحد. كنت دائما أحب أخواتي وأحرص على راحتهن ولكن الآن وبسبب بعض المواقف اقتنعت أنها لم تكن سوى تمثيل، وهو فقط استغلال لسذاجتي، والآن أصبحت لا أبالي بمشاعرهن وإذا فعلن ما لا يرضيني أبدا لا أهتم لهن، وأقول ما أريد! أصبح عندي شيء داخلي أني أريد الانتقام منهن، لم أعد أعتبرهن أخواتي ولقد صدمت فيهن، فلا أريد رؤيتهن أو التحدث معهن، ماذا أفعل؟
أنا لا أستطيع العودة كما كنت، ولن أعود!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك ثقتك بنا وتواصلك معنا.
أختي الفاضلة خلق الله الخلق بفروقات واختلافات كثيرة لا حصر لها، جعل لكل منا فروقات شخصية في الصفات تميزنا عن بعضنا البعض، وبما أن هناك فروقات فمن الطبيعي أن يحدث اختلاف في الآراء ووجهات النظر قد تولد هذه الاختلافات بعض الشحناء والغضب، فيما لو لم نتقبل آراء بعضنا البعض وتمسك كل منا برأيه الذي قد يكون صحيحا، ولكنه لم يلق استحسان الطرف الآخر.
علاقة الأخوة من أقوى العلاقات على وجه الأرض؛ لأن الإنسان يشدد عضده بأخيه، فعلاقة الدم فطرها الله سبحانه وتعالى على الرحمة والمودة. قد تنتاب علاقتنا بإخوتنا بعض الخلافات ولكن من المعروف: أن الاختلاف هو غير الخلاف، فالخلاف هو وجود مشكلات بين الأخوات، والاختلاف محمود، أما الخلاف فهو مذموم وغير مرغوب به فهو ينغص صفو العلاقات ويفسد بهجة التجمعات العائلية.
أعيدي النظر في طريقتك معهن لربما كنت من ذوات الشخصية الحساسة التي تضخم الأمور وتعطيها أكبر من حجمها الطبيعي، ولربما كان الفرق العمري بينكن مسببا لهذه الخلافات والاختلافات، فبادري يا عزيزتي بحل الأمور فلن ينقص ذلك من قدرك شيئا، بل على العكس سيرفع من قدرك لديهن وستكونين قدوة حسنة لهن، لا تجعلي للشيطان سبيلا بينكن، فلا غنى لبعضكم عن بعض مهما حدث، فالرابط لديكن أكبر وأقوى.
اجلسوا جلسة صفاء ومصارحة، عبري لهن عما يضايقك من تصرفاتهن واستمعي لوجهات نظرهن؛ فلربما تجدين أنك قد فهمت تصرفاتهن بصورة خاطئة، أو العكس فقد تجدي أنهن أسأن الظن بتصرفاتك.
أكرر لك عزيزتي أن إخوتك وعلاقتك بهن لا مثيل لها، فلا غنى لكن عن بعضكن البعض.
أسأل الله لكن التوفيق والسداد.