السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أمي وأبي تطلقا للمرة الثالثة منذ ٣ سنوات، أمي مواظبة على الصلاة لكنها لا تفهم الدين جيدا، وتهتم بأمور الدنيا فقط، بعكس أبي الذي لا يصلي، لكنه يفهم الدين، ولكن لسوء الحظ أنا أعيش مع أمي بغير إرادتي، وقد علمت مؤخرا معنى الإسبال، وعندما أحاول تجنبه تجبرني أمي على فعله بحجة أن الكل يفعل ذلك، فهل سأحاسب على هذا الإسبال الذي أجبرت عليه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن ينفع بك، وأن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت:
لاشك أن طاعة الوالدة والرفق بها مما أمرت به الشريعة وحثت عليه ورغبت فيه، وفي موضوع إسبال الثياب يحتاج منك إلى أن تبين لها الحكم الشرعي، وتعطيها فتاوى العلماء فيه، ومع الحوار الهادئ لعلها تقتنع بالأمر إن شاء الله.
- وأما إذا لم تقتنع بالأمر وأصرت على أن تسبل ثيابك، فأرى أن توافقها في الأمر ولا تخالف أمرها، لأن الصحيح من كلام أهل العلم بأن إسبال الثياب إذا كان بغير قصد الخيلاء، فإنه مكروه وليس حراما، وهذا مذهب جمهور العلماء، واستدلوا بما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "، فقال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي، إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنك لست تصنع ذلك خيلاء ".رواه البخاري، قال النووي "وأنه لا يجوز إسباله - أي الثوب - تحت الكعبين إن كان للخيلاء ، فإن كان لغيرها فهو مكروه، وظواهر الأحاديث في تقييدها بالجر خيلاء تدل على أن التحريم مخصوص بالخيلاء".
فإذا اسبلت الثبات من باب موافقة أمر الوالدة، وإلى حين تقتنع بتركه، فيمكن أن تسبل بشرط أن لا تسبل خيلاء، كما أنك أيضا مكره على هذا الفعل، فليس عليك إثم ولا حرج إن شاء الله.
ومن باب الفائدة معنى الخيلاء:- بالمد - والمخيلة، والبطر، والكبر، والزهو، والتبختر، كلها بمعنى واحد.
كان الله في عونك.