السؤال
السلام عليكم..
ذهبت لإحدى البيوت الطيبة لأخطب ابنتهم، رحب الأهل ودعوا أهلي للقاء ورحبوا بنا ورحبنا بهم، وافقت العروس علي المقابلة أيضا، ولكن بعد الرؤية رفضت بدون إبداء أسباب، وبعد بضعة أيام اتصل الأب، وقال إنهم يريدون تقريب وجهات النظر، فرحبنا وتكلمت أنا وهي لمدة كانت لطيفة، وفي نفس الوقت قالت لي: إنها ليست خائفة مني فأنا طيب ومناسب، ولكني أفاجئ بعد المقابلة الثانية بنفس القصة رفض بدون أسباب لا أعلم لماذا كل هذا التطويل؟ ولا أعلم هل أدعو عليها؟ أم ماذا هل أخطأت الاختيار؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الابن الكريم – نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أحسنت عندما جئت البيوت من أبوابها، وأحسن أهل الفتاة عندما حاولوا أن يقربوا وجهات النظر، وأرجو ألا يزعجك هذا الأمر، فإن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى، ولا ننصحك بإكمال المشوار إلا إذا اقتنعت الفتاة قناعة تامة، حتى وإن كانت طيبة وكان أهلها طيبون، فإن القرار بيدها هي.
وأرجو ألا تدعو عليها؛ لأن هذا الأمر متروك لها وهو خيار لك ولها، وليس عيبا في الشاب أن ترده فتاة، وليس عيبا في الفتاة أن يردها رجل، وأيضا ينبغي أن نلتمس لها الأعذار، فربما يكون أهلها أجبروها على القبول أو على تكرار التواصل، وقد يكون هذا عن رغبة منها لكنها لا تملك أمرها... فهذه الأمور تحتاج إلى وقفات.
ولذلك نحن نتمنى أن تعطيهم فرصة، وأن يتدخل الوالدة والأخوات معشر النساء، حتى يعرفوا وجهة نظر الفتاة وأهلها الفعلية، فإن كانت تريد فبها ونعمت، وإلا فالنساء غيرها كثير.
لكن لا ننصحك بأن تدعو عليها، ولا تغضب منها، وكن راضيا بما يقدره الله تبارك وتعالى، بل ينبغي أن تعلم أن رفض الفتاة في البداية مبكرا أفضل من أن تجامل لك أو تجاملهم ثم تتوقف في منتصف الطريق، وعندها تكون الورطة كبيرة، وربما بعد أن تبدأ الحياة ويكون عندكم أطفال يأتي منها هذا التمرد والتردد فتكون الندامة كبيرة.
أنت لن تخسر شيئا، والنساء غيرها كثير، وهي الخاسرة لشاب جاءها وطرق باب أهلها، والدليل على أنك مميز هو أن أهلها حرصوا على أن يتيحوا لها أكثر من فرصة ويقربوا وجهات النظر، فلا تنزعج لما يحصل، وارض بما يقدره الله تبارك وتعالى، وسيعوضك الله خيرا.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.