الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد رفض الفتاة للخطبة..هل أكرر المحاولة بالمجيء لأهلها؟

السؤال

توسمت الصلاح في فتاة معي في الكلية؛ لما علمت أنها ملتزمة، وأهلها أيضاً على خلق -ولا أزكيهم على الله- أسعى جاهداً أن أراعي الضوابط، طلبت من أختي أن تبلغها برغبتي بالزواج منها، وإن وافقت سأكلم أهلها، لكن بعد أن استخارت قالت لا يوجد نصيب. أنا راض بقضاء الله، لكن ما أحزنني أنها ردت سريعاً بعد عشر ساعات تقريباً، وأمر الزواج يستحق التفكير أكثر من ذلك!

هي من قرية مجاورة لي، فأعتقد أنها كانت لا تعرفني بقدر كاف، فهل يمكن أن أتقدم لأهلها بشكل رسمي، لكي يكون الأمر موضوعياً، أم أن الأمر سيكون محرجاً؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب.

فقد أحسنت في التزامك بالضوابط الشرعية بعدم الدخول في علاقة عاطفية مع هذه الفتاة، ونسأل الله أن يوفقك لاختيار الزوجة الصالحة.

لا شك أن هذا الرفض له أسبابه، وكان الأفضل أن تتقدم لخطبة هذه الفتاة بشكل رسمي؛ ليصبح من السهل عليك وعليها التعارف وفهم طبيعة وميول كل طرف، وفق الضوابط الشرعية، وما دام أن هذا الرفض حصل قبل الخِطبة؛ فربما بعد الخطبة يتم التوضيح والشرح بشكل أفضل.

ولا بد أن تعلم أن فترة الخِطبة لا تعني الالتزام تجاه أي طرف بأي شيء، وبالتالي فينبغي أن تتعامل مع الرفض بشكل طبيعي في هذه المرحلة؛ لذلك ننصحك أن تنتظر فترة، ثم تكرر المحاولة بأن تذهب الوالدة إليهم، وتعرف بك وبنفسها عليهم، ثم تذكر لهم رغبتكم في القرب منهم؛ لما يتمتعون به من صفات طيبة، وأخلاق والتزام، وأن أختك قد عرضت الموضوع على الفتاة، ونطلب منكم مراجعة الأمر والتشاور حوله مرة ثانية؛ وإن كان هناك أسباب تقلق الفتاة وتفكر فيها؛ فيمكن الكلام حولها وحلها إن شاء الله تعالى؛ فقد يكون سبب الرفض رغبتها في إتمام الدراسة، أو عدم استعدادها للزواج في الوقت الحالي، أو أسباب أخرى، ستعرفون ذلك من والدتها، ومن ثم تنتظرون الرد بعد مشاورة الأم مع ابنتها، فإن تيسر الأمر وتمت الموافقة فالحمد لله، وإن لم يتم؛ فتكون قد بذلت السبب دون تعرضك لإحراج.

ولا تنسَ -أخي الكريم- الاستخارة والدعاء بأن يختار الله لك الخير، فلا تعلم كم من أمر يكون عاقبته شراً، قال تعالى: (‌وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً