السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيل الشكر لهذا الموقع الجميل.
مشكلتي أني قبل سنتين تقريبا فجأة وبدون أي مقدمات صارت عندي حالة هلع وخوف أثر رجفة حدثت بالقلب، مؤخرا عرفت أنها تدعى بالضريبة الهاجرة، فبقيت مستيقظا حتى الصباح والقلق والخوف والتعرق ينتابني، وشعرت أنني سوف أموت، ذهبت صباحا مبكرا للدكتور، وعملت جميع الفحوصات للدم، وفحوصات للرئة ووجدت أن عندي الجرثومة المعدية في المعدة، فأعطاني الطبيب علاجا لها، بعد 6 أشهر أصبحت مطمئنا، وفجأة أيضا شعرت بقلق حيال المرض؛ لأني كنت أقرأ عن الأمراض والقلب والجلطة والفشل وغيرها وأطبق الأعراض عليها.
بعدها ذهبت لطبيب مختص؛ لأنه صار عندي خفقان مستمر مع أي مجهود، وصرت أسمع نبضاتي وأنا نائم، فذهبت له، فقال لي اعمل جميع الفحوصات، فعملت الإيكو وصورة للقلب وتخطيطا، وغيرها من الفحوصات، وكلها سليمة، أعطاني فقط دلتيازم لعلاج الخفقان عند الحاجة فقط، بعد 6 أشهر أصبحت مطمئنا لا أعاني من أي أعراض إلى قبل أشهر، بدأت أخاف وأقلق من جديد وصار عندي ضيق تنفسي، وخفقان في القلب، وإرهاق وتعب، ولكن عند عدم مقدرتي على النوم يصير عندي ضربات شديدة، حتى أني أحس أن قلبي يريد أن يسقط، أو عند بذل مجهود، لكن عند ممارسة الرياضة لمدة شهر لم تكن هناك أعراض.
الآن أنا جدا مدمر، وزني نزل، خفقان مستمر، قلق مستمر، أعراض ضيق وضربات شديدة تأتي بين فترة وفترة، وكل أعراضي تأتي في أسبوع كامل أو شهر كامل، ثم تختفي نهائيا، بعد ذلك ترجع يومين أو ثلاثة وتذهب، فكيف أحل هذه المشكلة؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مرتجى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
وصفك لحالتك واضح جدا، وبالفعل الذي حدث لك نسميه بـ (نوبة الهرع أو الفزع أو الهلع) خوف شديد غير مبرر، وربما تسارع في ضربات القلب، أو حدوث ما يعرف بالضربات الهاجرة أو الخوارج الانقباضية كما يسميها البعض، وهذه الحالات حالات حميدة مائة بالمائة، ولا تدل أبدا على وجود أي مرض عضوي في القلب، لكن نسبة لشدة الخوف وشدة القلق وشدة الهرع للدرجة التي قد يشعر بعض الناس أن الموت آتيا لهم ولا محالة في ذلك.
هذه – أيها الفاضل الكريم – حالات معروفة جدا، وأسبابها غير معروفة، لكن تحدث غالبا للناس الحساسين، الناس الذين لديهم تاريخ قلق أو مخاوف نفسية في الأسرة، وهذه الحالات تعالج بصورة فاعلة جدا، وأنت الحمد لله قمت بكل الفحوصات الطبية، والحمد لله كلها سليمة كما هو متوقع، ظللت لمدة ستة أشهر بدون أي نوبات، وهذا مؤشر ممتاز جدا، يعني أن النوبات في حالتك متباعدة، وليست مهيمنة، وليست مستحوذة، وهذا أيضا شيء جيد جدا.
الآن أريدك أن تزيد قناعاتك أن هذه الحالة حالة نفسية بسيطة جدا، وأهم شيء لعلاجها أن تمارس رياضة باستمرار، الرياضة مفيدة جدا.
ثانيا: تمارس تمارين الاسترخاء مثل تمارين التنفس التدرجي وقبض العضلات وشدها، يمكن للأخصائي النفسي أن يدربك على ذلك، وإن لم يكن ذلك ممكنا هنالك برامج كثيرة جدا على اليوتيوب يمكنك أن تستعين بها من أجل تطبيق هذه التمارين.
الأمر الآخر هو: أن تتجنب الفراغ، تحسن إدارة وقتك، وتشغل نفسك بما هو مفيد، تجتهد في دراستك، تتواصل اجتماعيا، المحافظة على الصلوات في وقتها وتلاوة القرآن والذكر، لا شك أنها تبعث طمأنينة كبيرة جدا في نفس الإنسان، فاحرص على هذه المناهج العلاجية التأهيلية.
هناك علاج دوائي أراه في حالتك مهما، من أفضل الأدوية العقار الذي يعرف باسم (استالوبرام Escitalopram) هذا اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (سبرالكس Cipralex)، وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى.
تبدأ هذا الدواء بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي قوتها عشرة مليجرام – تتناول هذه الجرعة الافتتاحية – أو جرعة البداية – يوميا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة خمسة أشهر، ثم تجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
السبرالكس دواء رائع، دواء ممتاز، سوف يزيل منك القلق والخوف، وقطعا سوف يتحسن وزنك أيضا، وسوف يتحسن مزاجك.
أريدك أيضا أن تدعم السبرالكس بدواء بسيط جدا يسمى (إندرال inderal) هذا يمنع حدوث الضربات الشاردة والمتزايدة في القلب، تتناول الـ (بروبرانولول Propranolol) بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
كلا الدواءين – السبرالكس والإندرال – أدوية سليمة وفاعلة وغير إدمانية، أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.