السؤال
أنا حاصل على بكالوريس تجارة، وخطيبتي في الصف الثاني الثانوي الأزهري، أكثر ما يعجبني فيها هو شدة تمسكها بدينها واحترام أهلها، المشكلة تكمن في أنها تمر بفترة مراهقة، وأنا أود نصيحة في كيفية التعامل معها في هذه الفترة -فترة التقلبات- أنا لا أتصور حياتي بدونها، أرجو النصيحة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
إن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب أن يتوسع في علاقاته، وليس من مصلحته أن يكثر الدخول والخروج على خطيبته وأهلها، ولكن عليه أن ينصرف لإعداد نفسه لإكمال مراسيم الزواج، وبعدها يستطيع أن يؤثر على مخطوبته ويرسم الخطوط العريضة لحياته.
وأرجو أن تعرف أن الخطيب ومخطوبته لا يستفيدان من إطالة فترة الخطوبة التي تقوم على المجاملات وإظهار المشاعر الطيبة فقط، وكل ذلك خصم على الحياة الزوجية مستقبلا لأن تلك المجاملات تنكشف للوهلة الأولى ويظهر كل طرف على صورته الحقيقية، ومن طرائف ما ورد في ذلك أن امرأة قالت لقد تغير زوجي بعد الزواج وانتهى ذلك الظرف وتلك اللطافة التي كان يبديها فقيل لها: إن الصياد يضع الطعم الجميل للسمكة قبل أن يصطادها ولكنه لا يفعل ذلك بعد أن يقبض عليها، والأمر لا يختلف بالنسبة للفتاة فهي أيضا تظهر أشياء لخطيبها فإذا عقد عليها ودخل بها أظهرت ما عندها وكشرت عن أنياب الحقيقة.
ولاشك أن فترة المراهقة فترة توتر بالنسبة للفتاة، وهي انتقال من مرحلة عمرية إلى أخرى، ولذلك فالفتاة المراهقة تبدو أحيانا مثل الطفلة تحتاج لعطف شديد من أهلها، وأحيانا تتمرد وتعاند لشعورها أنها فوق الوصاية والتوجيه والنصائح.
وإذا كنت لا تتصور حياتك بدونها فاجتهد في إعداد نفسك وأكمل مراسيم الزواج وتجنب المخالفات الشرعية، واعلم بأن كثرة تردد الخاطب على بيت الفتاة دون أن يتقدم خطوات في مشروع الزواج يجلب التوتر للفتاة والخوف لأسرتها التي تزعجها طول فترة الخطبة.
وإذا تقدم الشاب لفتاة وقبلت به وارتضاه أهلها فمن الواجب أن يظهر الجدية والقدوة على تحمل المسئولية.
ونسأل الله أن يوفقكم للخير، وأن يعينك على طاعته ونوصيكما بتقوى الله والحرص على طاعته وذكره، كما أرجو أن تؤسس حياتك على البساطة واليسر، والبعد عن المعاصي والمخالفات والأغاني.