السؤال
السلام عليكم.
لدي صديقة من الصديقات تعاني من ضغوطات أهلية، لدرجة أنها أصبحت لا تستطيع أن تأخذ راحتها حتى عند جلوس وحدها، وتشعر بأنها مراقبة، وتخشى أن تنطق بكلمة حتى لو كانت وحدها خوفا من سخريه أهلها؛ لأنهم من النوع الذي كل ما نطقت أو عبرت عن رأيها أو تكلمت يكون ردهم ضحك وسخرية واستهزاء حتى وإن كان الموضوع جدي.
حتى عند الجلوس وحدها في المنزل تشعر بأنها مراقبة وتأخذ الحذر خوفا من أن هناك شخصا يراقبها وسوف يسخر منها، فهي تشعر أن هنالك أشخاص أو أطياف جالسين بجنبها منتظرين أي كلام أو فعل منها لكي يسخروا منها، فهي ترى هلاوس بين الحين والآخر فما الحل؟ وهل يعتبر ما تعاني منه مرض نفسي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ sayf حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأشكرك على اهتمامك بأمر هذه الفتاة، وحقيقة: مع احترامي الشديد لما ذكرته كلمة (صديقة) هذه؛ يجب أن نتعامل معها بحذر شديد – أيها الفاضل الكريم – فموضوع المحارم في الإسلام معروف، والعلاقة مع الأنثى أيضا لها ضوابط شرعية، أنا متأكد أنك حريص على ما ذكرته لك.
جزاك الله خيرا على اهتمامك بأمر هذه الفتاة، لأن الأشياء التي ذكرتها مهمة جدا، مع احترامي الشديد لها يظهر أن عندها ما نسميه بـ (الشكوك الظنانية البارونية الاضطهادية) وهذه أفكار تأتي للإنسان وتتسلط عليه وتستحوذ، والشعور بأن الإنسان مراقب أو أن الآخرين يتكلموا عنه مرض من الأمراض البارونية المعروفة.
وقطعا إذا ظهرت هلاوس أيضا – كما ذكرت في نهاية رسالتك – هذا يعني أن المرض قد تمكن، ويجب أن تعالج، وأنا أعتقد أنه يجب أن تعرض على طبيب نفسي، هذه الحالات الآن تعالج بصورة ممتازة جدا. تناول أي من مضادات الذهان – كالـ (ريسيبيريدون Risperdal)، أو الـ (أولانزبين Olanzapine)، أو الـ (كويتيابين Quetiapine)، أو الـ (باليبيريدون Paliperidone)، وأدوية أخرى كثيرة – سيكون مفيدا جدا لها، وأعتقد أنها لن تحتاج لجرعات كبيرة.
المهم: أنت حاول بقدر ما تستطيع وفي حدود ما هو مشروع أن تنصحها بأن تذهب لتلقي العلاج، وكما ذكرت لك المبادرات المبكرة بتناول العلاج دائما تعطي نتائج إيجابية أفضل، هذا المرض إذا تمكن وأصبح مرضا مزمنا يصعب علاجه، ويتحول من مرض في الأفكار إلى مرض في الشخصية، وإلى مرض في القوة المعرفية، وإلى تدهور اجتماعي كبير.
الأمر بالفعل يعتبر مرضا نفسيا، والحل هو الذي ذكرته لك، وكل شيء يجب أن يعامل بخصوصية وسرية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.