أعاني من كثرة خوارج الانقباض وضربات قلبي قوية.. هل هناك خطورة؟

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أتمنى أن تكونوا في أتم الصحة والعافية، وجزاكم الله على ما تفعلونه من خير.

أنا شاب عانيت من أغرب شيء في حياتي ألا وهو نوبة الهلع والتي كانت شديدة علي، ظللت أعاني منها لمدة 7 أشهر، ولكن الحمد لله تخلصت منها، ونوعا ما من الوسواس، ولكن ما زال هناك مشكل، ألا وهو وسواس المرض، وخوف شديد من الأمراض، خاصة بسبب خوارج الانقباض التي لا أعلم ما حلها، فلقد قرأت أنكم توصون بالمشي، أنا أمشي يوميا، وأقوم برياضة الجري، وأحمل الأثقال، ولكن عندما أحمل الأثقال تشتد الخوارج، وبعض الأحيان تأتيني بعنف لا أعلم السبب، كذلك ابتعدت عن المنبهات، ونظمت نومي، ولا فائدة تأتيني في بعض الأحيان خوارج انقباض متتالية وكثيرة وعنيفة.

مع العلم أنني أجريت تخطيط قلب وإيكو وتحاليل غدة ودم قبل ثلاثة أشهر، وطلعت سليمة -الحمد لله- لهذا أنا الآن في حالة حزن وكآبة عندما أرى أمثالي يعيشون شبابهم، وأنا في هم وتفكير وخوف، حاولت نسيانها إلا أنها تأتي على شكل ضربة قوية زائدة، أشعر بها أو أشعر بتوقف لثانية أو أشعر بخفقان أي شعور بضربات قوية، لقد تعبت كثيرا يا دكتور، مع العلم أني أتبع نظاما صحيا للغاية (ملعقة زيت كل صباح- أكل مفيد للجسم، وغني بالفيتامينات والبروتينات..) فهل يجب أن أراجع طبيبا مرة أخرى أم أنها شيء لا يدعو للقلق، ومجرد توتر وقلق نفسي؟!

أتمنى أن تجيبوني في أقرب وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أتفق معك تماما أن الخوارج الانقباضية – خاصة حين تكون شديدة وقوية وفيها ما يعرف بالضربة المفقودة، أي الإحساس بتوقف القلب لفترة وجيزة – على هذه الكيفية تكون هذه الخوارج خوارج مزعجة جدا لصاحبها ومخيفة، لكن أؤكد لك أنها حالة حميدة تماما مائة بالمائة، لا تمثل أي خطورة على حياة الإنسان.

والخوارج الانقباضية في بعض الأحيان لا يعرف سببها، لكن في أحيان كثيرة تكون مرتبطة بالقلق النفسي، كما تفضلت بتناول محتويات الكافيين بكميات كبيرة – كالشاي والقهوة – وبعض الناس أيضا لديهم شيء من اليقظة والاستشعار الزائد ومراقبة وظائفهم الجسدية خاصة وظائف القلب، يراقبونها بشدة، لذا يحسون بهذه الخوارج الانقباضية، علما بأن كل إنسان لديه خوارج انقباضية، هذا أمر مؤكد، إذا فحصنا مائة شخص عاديين وليس لهم أي شكوى قلبية أو خلافه سوف نجد أن لديهم نسبة من الخوارج الانقباضية، تتفاوت من شخص إلى آخر، لكن لا يوجد شخص ليس لديه هذه الخوارج. إذا هذا الكلام يجب أن يكون مطمئنا بالنسبة لك.

الحمد لله أنت تعيش حياة طيبة، حياة فيها أنشطة رياضية، اهتمام بالنظام الصحي الغذائي، وأنصحك فقط بأن تنظم وقتك، تنظيم الوقت مهم، وأن تأخذ قسطا كافيا من الراحة الليلية، وأن تطبق تمارين استرخاء، ويا حبذا لو ذهبت إلى أحد المختصين النفسيين ليدربك عليها، أو يمكنك الاستعانة بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، والتي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، وحتى اليوجا وجدت مفيدة جدا، لكن طبعا يجب أن نتجنب جوانبها الدينية.

فإذا التمارين الاسترخائية، وتمارين الاستغراق الذهني – أي التدبر والتأمل – هذه كلها سوف تفيدك أيها الفاضل الكريم.

وأريدك طبعا أن تتناول أحد كوابح البيتا، هذه مجموعة من الأدوية يعرف عنها تماما أنها تنظم ضربات القلب، وهي أدوية طيبة، وأدوية سليمة جدا مائة بالمائة، خاصة بجرعات صغيرة، وأنا أعتقد أنك تحتاج لـ (إندرال) وهو أبسطها، بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء، وأيضا سيكون من الجميل جدا أن تتناول جرعة صغيرة من أحد الأدوية السليمة المضادة لقلق المخاوف، عقار مثل (سبرالكس) والذي يسمى علميا (استالوبرام) بجرعة صغيرة جدا، وهي خمسة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيا جدا.

الأدوية لا بد أن توصف لك بواسطة الطبيب طبعا.

أريدك أن تكون شخصا متفائلا، ولا تهتم أبدا بهذه الخوارج؛ لأن الاهتمام بها والتركيز عليها يجعل الإنسان يستشعرها أكثر، عش حياتك الآن بقوة، وعش المستقبل بأمل ورجاء، نريدك أن تكون متميزا في دراستك وفي جميع نواحي الحياة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات