في رأسي صور وتخيلات تسيطر علي، فما العمل؟

0 40

السؤال

السلام عليكم.

أرجوكم أخبروني ماذا تعني التوبة؟ وكيف تكون؟ هل تعني الهلع ولوم النفس وعتابها على الخطأ؟ وكيف يكون؟ ماذا أفعل عندما أرتكب ذنبا كبيرا، مثل الذي في الاستشارة؟ كما حصل مع أبي، فهو يتلفظ بالكلمات السيئة عند الغضب، ثم يصلي ولا يناقش الأمر، أريد فعلا إصلاح الأمر، لكن لا شيء بيدي.

أيضا أنا مصاب بالوسواس القهري الديني، أعاني من هواجس بشعة، أتخيل امورا قبيحة، وأكون لوحدي وأبدأ بتخيل تلك الأمور برغبتي بشكل آخر، مثلا أتخيل لفظ الجلالة (لله) هكذا (للله)، بحيث يتغير المعنى، أحاول تغيير ذلك التخيل لكني لا أقدر، ماذا أفعل عندما أسرف في العبث مع هذه الأفكار الشنيعة، وأستسلم لها من شدة الضغط؟ أخاف أيضا ألا تكون وساوس تفرض نفسها علي، وأنها هواجس شديدة أتخيلها، ولكي أخفف من الهاجس أضع اللوم على الشيطان والوسواس القهري، أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Shl حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، وأسأل الله أن أن ييسر أمرك، وأن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت يكمن في الآتي:
- التوبة: ترك المعصية من ترك واجب أو فعل محرم حالا مخافة الله واستشعار قبحها والندم عليها فيما مضى والعزم على ألا يعود إليها ما أمكن ذلك، والسعي في إصلاح حاله بحسب الاستطاعة.

- وتكون التوبة بأن يلجأ العبد إلى الله تعالى نادما على ما حصل منه، مقلعا عن ذنبه، عازما من قلبه بأن ألا يعود إليه، ولا فرق في التوبة بين الذنب الصغير والكبير، فالتوبة منهما لا تختلف، وعلى التائب أن يعمل بما ورد في الحديث الذي رواه ابن حبان وأحمد عن أبي بكر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ: "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله"، ويقول في توبته" اللهم إني أصبت ذنبا فاغفرلي "ويكرر هذا الدعاء، وبهذا تتحقق التوبة، والله رحيم بعباده يقبل من جاء إليه تائبا.

- التوبة لا تعني الهلع والخوف إلى درجة القنوط من رحمة الله، فهذا مذموم شرعا، ولا شك أن فيها لوما على النفس بما يحملها على إصلاح الحال والعودة إلى الله، وأما اللوم والتوبيخ الذي جعل الإنسان في حالة من اليأس فهذا لا ينبغي أن يكون.

- ما حصل من الوالد من أخطاء ولا يتوب منها، هذا خطأ، والواجب عليه شرعا أن يسارع إلى التوبة، ولعلك تنصحه بهذا -بارك الله فيك-.

- مسألة الوسواس القهري يحتاج منك إلى وقفة جادة في معالجته وذلك عبر الآتي:
1- كل ما يجري من تفكير أو تخيل صور أو كلمات شنيعة ومنكرة شرعا، هذا سببه الوسواس، ومن مداخل الشيطان عليك، والله لا يؤاخذك به، وليس عليك فيها إثم ولا حرج، وليست من الذنوب التي يجب التوبة منها، لأنها أمور خارجه عن إرادتك.
2- والوسواس حقيقته خبل في العقل، ونقص في الدين، وعلاجه بتركه، وليأخذ الإنسان نفسه بالعزم والحزم، ولا يلتفت إلى الوسواس وما يدعوه إليه، لأنه لو استجاب له في أمر من الأمور أكثر من مرة، فإنه يصبح له عادة، ثم يترقى به الشيطان إلى أمور أعظم منها، وهكذا حتى يشككه في دينه.
3- كلما طرأ عليك الوسواس، فقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واترك التفكير فيه، ولا تلتفت لما جاء فيه مطلقا، ولا تعطي الأمر أي اهتمام وكأن شيئا لم يكن، فقد جاء في وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أبتلى بالوسواس، بأن يستعيذ بالله من شر الشيطان وأن ينتهي، أي يقطع التفكير فيه.
4- أكثر من ذكر الله وقراءة القرآن والاستغفار، فإنك إذا فعلت هذا فإنه لا سبيل للشيطان عليك لأنه يخنس ويفر عندما تذكر الله.
5- أكثر من الدعاء بأن تسأل الله أن يصرف عنك شر الوسواس.
6- اجتهد أن تلتحق في حلقة تحفيظ القرآن الكريم، وحضور مجالس العلم، فالعلم الشرعي سبب لمعرفة الوسوسة وكيفية التعامل معها.
7- بعض أمراض الوسواس سببه البعد عن الله وهذا علاجه بالتوبة، وبعضه سببه مرض العين أو الحسد وهذا علاجه بقراءة الرقية الشرعية من سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات، ونحوها، وقد سببه مشاكل وضغوط نفسية، فتحتاج إلى الذهاب إلى طبيب مختص.

كان الله في عونك.

مواد ذات صلة

الاستشارات