السؤال
السلام عليكم.
أعاني من قلق وهم، وخائف من أمر أفكر فيه دائما حتى يتهيج القولون، ماذا أفعل؟ وكيف أتخلص من هذا القلق؟ علما أنني مذنب في الخلوات وأعصي الله سرا، ولكن في الواقع يراني الناس إنسانا جيدا، وأحس بالذنب من هذا الأمر، وأريد أن أتوب من هذا الذنب، ساعدوني.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد السلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح حالك، وأن يوفقك إلى طاعته، والجواب على ما ذكرت:
- اعلم أن البعد عن الله تعالى، والتقصير في طاعته، وارتكاب المعاصي، له أثره في جعل حياة الإنسان في هم وقلق، وصدق الله: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمىٰ" [ سورة طه اية ١٢٤ ]، فالواجب أن تسارع إلى التوبة ولا تتأخر، والله رحيم بعباده يقبل من جاء إليه تائبا منيبا.
- ثم اعلم أن الله حيي ستير يستر عباده رحمة بهم، وكون الناس لا يرون منك إلا كل حسن، فهذا من فضل الله عليك الذي ستر عيوبك عن الناس، وحتى تتخلص من الذنوب في الخلوات، فعليك بالآتي :
1- قلل من الجلوس خاليا وحدك حتى تسد مدخل الشيطان إليك في الخلوة.
2- الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء، والتضرع إليه، أن يصرف عنك الذنوب والمعاصي، فقد كان من دعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم-: وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة (صحيح الجامع:1301)، وإذا وقعت في الذنب في السر، فالزم هذا الدعاء الذي دعا به الرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتقول في سجودك: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره رواه مسلم
3- مجاهدة النفس، ودفع وسوستها، ومحاولة تزكيتها بطاعة الله والإكثار من الذكر والاستغفار.
4- استشعار تعظيم الله ومراقبته، وأنه رقيب ومطلع عليك في كل حال، فقد قال رجل لأحد السلف عظني: فقال: اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك.
5- اعلم أن ستر الله لك دليل على أنه لا زال لديك رصيد من الخير في نفسك، فابن على هذا الرصيد بفعل الطاعات.
6- تذكر الموت فإنه إذا جاء في وقت المعصية وارتكاب الذنب، فكيف يقابل المرء ربه وهو في تلك الحال؟!
7- لزوم مجالسة الصالحين الذين يعينونك على طاعة الله.
8- عود نفسك بالمبادرة بالتوبة؛ السر بالسر، والعلن بالعلن!
9- من ترك ذنوب السر في الخلوات عوضه الله خيرا منها إيمانا وصلاحا وتقوى.
- وأخيرا: فإن الخوف والقلق مع تهيج القولون العصبي، قد يكون من أسبابه أنه مرض عضوي أو نفسي، فيحتاج أن تعرض نفسك على طبيب، وأنصحك بالمحافظة على الصلاة، قراءة أذكار الصباح والمساء، وقراءة الرقية الشرعية من الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات، و-بإذن الله تعالى- يزول عنك ما تجده.
وفقك الله لمرضاته.