السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أخطط بعون الله لتحضير درجة الدكتوراة بكندا برفقة أحد المحارم، وقد أعطاني صديق والدي عنوان صديق له مقيم هناك يبلغ من العمر ثمانون سنة؛ ليحصل لنا على قبول دراسي بذلك البلد، وتم ذلك والحمد لله، فرأيت -والله أعلم- أن من واجبي رد جميل هذا الشخص -الذي بكندا- بدعوته لله لملاحظتي ضعفا في معلوماته الإسلامية، فهل أستطيع أن أبعث له ببريده الإلكتروني بمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث والأدعية التي تدعوه لطاعة ربه وتقربه أكثر من الله سبحانه وتعالى، وأذكره بمناسباتنا الدينية وما يجب فيها من طاعات، كالاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان، وصيام ست من شوال، وصيام يوم عرفة، وغيرها من الطاعات الواجبة والمستحبة؟
جزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أختنا الكريمة: نسأل الله العظيم أن يحفظك، وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يعيننا وإياك على ما يرضيه سبحانه.
لقد أعجبني حرصك على اصطحاب المحرم في سفرك، والتزامنا بأحكام ديننا هو طريقنا للفلاح في الدنيا والفوز في الآخرة، ويؤسفنا تهاون بعض المبتعثات للدراسة في هذا الأمر، ولا ينبغي السفر إلى تلك الديار إلا لمن كان له دين يردعه وورع يحفظه، وأن تكون للأمة حاجة حقيقية في هذا النوع من التخصص، وأن يجتهد في تقصير فترة البقاء، وأن نكون بالتزامنا خير دعاية لإسلامنا، وأن نكون دعاة إلى الله بأقوالنا وأفعالنا، وأرجو أن تجتهدي في تجنب الخلوة المحرمة وتبتعدي عن مواطن الريبة، ونسأل الله حفظه وتأييده، واحرصي على إظهار شعائر الإسلام والدعوة إلى الله وفق الضوابط الشرعية والظروف المحيطة.
أما رد الجميل فهو من صفات الأخيار الكرام، وأحسن ما نقدمه لمن أسدى إلينا معروفا هو الدعاء له والاجتهاد في رد الخير بمثله، وأفضل شيء هو بذل الهداية للناس، ففي ذلك فلاح الدنيا وفوز الآخرة، ولكن عليك أن تبحثي عن الوسائل المناسبة، والاجتهاد في معرفة الظروف النفسية لذلك الشخص، وأظن أن معرفة الوالد به يمكن أن تعينك على ذلك، وليس من الضروري أن يعرف الرجل ذلك، فقد لا يقبل التوجيهات ممن يصغره في السن، واتخذي الجوانب الإيجابية عند ذلك الشخص مدخلا حسنا للدخول على شخصيته، ويفضل أن يكون التركيز على الفرائض والواجبات في المراحل الأولى، وكذلك الأمور المتعلقة بالعقيدة، ونحرص على رفع درجة الإيمان، وتزكية العواطف لقبول هذا الدين، ونذكره بعد ذلك بالمناسبات الإسلامية كصلاة الجمعة والأعياد؛ لأن مشاركته للجاليات المسلمة تشجعه على الاستمرار والثبات، وعندها سوف يشعر بحلاوة العبادة وجمال وجود الإنسان في بيئة الأخيار، وهذا سوف يدفعه لمزيد من النوافل والطاعات.
نسأل الله أن يهدينا ويهد بنا ويجعلنا سببا لمن اهتدى، كما أسأل الله أن يحفظك ويحفظ علينا ديننا حتى نلقاه، وبالله التوفيق.