السؤال
السلام عليكم.
معجبة بشاب جدا، وأنا في سن الزواج ويأتيني الكثير من العرسان، ولكنني أريده، الشاب خلوق جدا ومهذب ولكني لا أعرفه معرفة شخصية، وإنما عرفته عن طريق الصدفة، هو أيضا لا يعرفني ولكنه في فترة ما كان سيخطبني، تقليديا طبعا فهو لا يعرفني، وسألتني أخته عن رقم والدتي وأعطيتها إياه، ولليوم هذا وأنا أنتظر أن تتصل والدته، وأشعر أنها ستفعل وأنه سيأتي. دعوت الله كثيرا، وأتاني الكثير من الشباب ولكني أحببته ولا أستطيع تقبل أي شاب آخر رغم أني لا أعرفه كثيرا، ولكنه شاب خلوق جدا، ومحافظ على صلاته وسمعته طيبة.
أنا حقا أتمنى أن يكون هو الشخص الذي سوف أكمل معه حياتي، ودعوت ربي كثيرا ليجمعني به إن كان خيرا لي، ودعوت أن يكون من نصيبي، لا أدري هل الدعاء بهذا الشكل والأمر صحيح، أم لا؟ ولكنني حقا أحببته، لم أفعل أي شيء خطأ، ولكنني تعبت لأنني أفكر به كثيرا، أعلم أن الأمر يبدو غريبا بعض الشيء، ولكن يوجد لدي إحساس أنه سيتصل وسيأتي، وأن ربي سيكرمني، لا أدري الذي أفعله صحيح أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
اعلمي -أختنا الفاضلة- أن الزواج رزق من الله تعالى يسير وفق قضاء الله وقدره، فلا أحد يدري من هو نصيبك ورزقك إلا هو سبحانه وتعالى، والزواج لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك، فإن أتى الوقت الذي قدره الله تعالى لزواجك؛ أتى بالرجل الذي قدره أن يكون زوجا لك، ويسر الله أمر الزواج.
قد يحب الشخص شيئا ويكون حريصا على أن يحصل عليه، ولكنه لا يتمكن كونه ليس من رزقه، وقد يحب شيئا وفيه شر له وهو لا يدري والعكس، ولذلك فالمؤمن يوكل أموره كلها لله سبحانه تعالى، ويدعو الله سبحانه أن ييسر الله له أموره.
لا ينبغي للرجل أن يعلق قلبه بامرأة بعينها ولا ينبغي للفتاة أن تعلق قلبها برجل بعينه، لأنه قد لا يكون من نصيبه فإن فات أصيب بالحزن والكآبة.
عليك ألا تردي من يتقدم لك انتظارا لذلك الشاب، لأنه وإن كنت تحبينه وقلبك معلق به فقد لا يبادلك الشعور، وربما كان قلبه متعلقا بغيرك، بل عليك أن تتيقني من كل من يتقدم إليك، فإن توفرت فيه الصفات التي أرشدنا إليها نبينا -عليه الصلاة والسلام- فوافقي على القبول به ولا تبقي منتظرة للسراب، وتلك الصفات هي التي قال فيها عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان.
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، ولا تدعي أن يجعل فلانا زوجا لك، لأن هذا فيه اعتداء في الدعاء كونه قد لا يكون من رزقك، وإن تقدم لك شخص وقد توفرت فيه الصفات؛ فصلي صلاة الاستخارة وادعي بالدعاء المأثور ثم أظهري موافقتك. فإنك إن وكلت أمرك لله تعالى يختار لك ما يشاء، فلن يخيب الله ظنك ورجاءك بل سيختار لك ما فيه الخير والبركة والسعادة، لأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، ومن علامات أن الله اختار ذلك الشخص أن تسير الأمور بيسر وسهولة، ويتم الاتفاق على كل شيء بيسر، ومن علامات صرف الله ذلك الشخص عنك أن تنسد الأبواب، ولا يتم التفاهم ولا يتفقون على الشروط.
الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.