السؤال
السلام عليكم.
أشعر بأن رأسي فارغ ولا يوجد به عقل أفكر به، وكأنني لست أنا، ولا أشعر بأي مشاعر حزن أو فرح أو تفاعل، ولا يوجد لدي ردة فعل لأي شيء، ولا أشعر بعواطف أو مشاعر، لا أشعر بجسمي أبدا، ولا أشعر بالنعاس ولا التعب ولا الإرهاق، فقط أنام وأستيقط، حدث معي هذا منذ فترة، أصابتني نوبة هلع وخوف من وسواس الموت لفترة، حتى أعضائي التناسلية لا أشعر بوجودها، لا أشعر بأي شيء، ولا أعرف السبب، على الرغم من أن فحوصات التصوير المقطعي للرأس والتحاليل الأخرى كلها كانت سليمة، ولكني لا أشعر بجسدي ولا عضلاتي، ولا توجد قوة، أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي الكريم: توجد حالات نادرة يحس فيها الإنسان بالعدمية، كأنه غير موجود، الأحاسيس تكون مجمدة، تكون مفتقدة، وهنالك درجات أقل من هذه الحالات تتسم بما يعرف بـ (اضطراب الأنية) يحس الإنسان أنه ينظر إلى نفسه من بعد، وكل شيء متغير في حياته، ولا يشعر بشيء، بالرغم من أنه يمكن أن يقوم بأعمال كثيرة وأشياء كثيرة، لكن هنالك انفصال بين وجدانه وما يشعر به وبين ما يعمله.
هذه الظواهر معروفة، وربطها البعض بالاكتئاب النفسي، وبعض العلماء أعطوها تشخيصات أخرى، وجعلوها من ضمن القلق والتوترات.
أنا أرى أن تقابل طبيبا نفسيا، لأن المتابعة لهذه الحالات مهمة جدا، وهنالك علاجات سلوكية نسميها بـ (علاجات الارتباط بالواقع)، وتوجد أيضا علاجات دوائية، حيث إن مضادات الاكتئاب والوساوس مفيدة جدا، عقار مثل (بروزاك)، عقار مثل (فالدوكسان)، ويضاف إليها جرعات صغيرة من بعض مضادات الذهان مثل الـ (رزبريادون) أو الـ (إميسلبرايد).
فيا أخي الكريم: هذه الحالة معروفة كما ذكرت لك لكنها نادرة، والمتابعة مع الطبيب النفسي سوف تعطيك الثقة في نفسك، وسوف تستعيد مشاعرك التي هي أصلا موجودة حقيقة، والظاهرة هي ظاهرة نفسية مائة بالمائة، وإليك بعض النصائح المهمة:
1- قراءة القرآن بتدبر وتحقيق وتأمل وتفكر تعيد الإنسان إلى ذاته، هذا أيضا أمر سمعته من كثير من الإخوة.
2- ممارسة الرياضة باستمرار تعيد للإنسان شيئا من أحاسيسه وتفاعلاته.
3- تنظيم وقتك مهم جدا.
4- النوم الليلي المبكر مهم جدا، لأن ذلك يؤدي إلى ترميم في خلايا الدماغ.
5- حاول أن تستيقظ مبكرا، وتصلي الفجر، ثم تستعد من حيث الاستحمام وشرب الشاي - وهذه الأشياء – وتبدأ يومك بنشاط في فترة الصباح، لأن في البكور والصباح الباكر بركة لا يجدها الإنسان في غيرها من الأوقات، فيها الإنجاز وفيها الإنتاجية.
إذا اذهب إلى الطبيب، وأرجو إفادتي بعد أن تقابل الطبيب النفسي، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.