أعاني من حالة تشبه نوبة الهلع، ما العلاج؟

0 19

السؤال

السلام عليكم

أخبرني الكثير عن هذا الموقع الموثوق به والمفيد جدا، وإليكم مشكلتي.

حدث معي قبل 6سنوات أني كنت أمشي في الشارع، وجلست كثيرا أتسوق، وكان وقت الصيف فشعرت باختناق خفيف وأنا أمشي، ثم واصلت ولم أهتم، ودخلت إلى محل وجلست أشتري ثم زادت بي الحالة فخرجت مسرعة، وكنت أقول في نفسي: أنا بعيدة عن المنزل، وهذه الحالة كانت تزداد، فجلست على جانب الطريق وأعطيت أحد المارة مالا يشتري لي ماء ويحضر لي تاكسي، وفعلا حصل ذلك، وعدت لبيتنا بسلام، رغم أني كنت في نفس الحالة ولكن أقل، مع حالة من الذهول والخوف، وشرحت لأهلي الأمر.

بعدها ذهبت الحالة ولم أعد أهتم بها، وفي أيام قليلة خرجت أنا وأختي لشراء أشياء، وبمجرد أن طلعت التاكسي أتتني نفس الأعراض وذعرت منها حقيقة وجف حلقي، وأخبرت أختي بأني سأنزل، ولكنها قالت لي لا تهتمي، ستذهب، للأسف لم تذهب بل زادت، وصرخت والناس حولي ينظرون إلي، وأخذني صاحب التاكسي إلى أمام بيتنا أنا وأختي، ولم أخرج أبدا من حينها إلا بالسيارة.

حينها ذهبت لأطباء عامين فكتب لي أحد الأطباء دواء ديناكسيت، ومكملا غذائيا لمدة شهر، لا أذكر اسمه، وتحسنت قليلا، ورجعت هذه الحالة مع انتفاخ في البطن، فتوقفت عن تناول الدواء؛ لأني خفت أن تزيد حالتي.

ذهبت بعدها لطبيبة نفسية، وكتبت لي دواءين لا أذكر اسمهما، لأني كنت في حالة صعبة، حبة ونصف في الصباح والمساء، وآخر نصف حبة عند المغرب أعتقد للنوم، ومع مرور 10 أيام جاءتني نفس الأعراض مع فقدان شهية.

أتمنى أن أجد عندكم الحل لمعاناتي، وهل يمكن بدون أدوية نفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

الحالة التي ظهرت عندك قبل ست سنوات والتي ظهرت في شكل اختناق خفيف، ثم ازدادت الحالة؛ هذه نسميها بنوبة الهلع، أو الهرع، أو الفزع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي قد يبدأ بأعراض جسدية أكثر مما هي أعراض نفسية، وبعد أن تتطور الحالة – أي: يظهر الخوف ويظهر الذهول ويظهر التوتر، وربما أعراض مثل التعرق، التلعثم، تسارع ضربات القلب – هذه قد تحدث لبعض الناس، وقد لا تحدث لآخرين.

من الواضح أن الحالة التي حدثت لك هي قلق حاد نسميه بـ (نوبات الهلع)، أريد أن أؤكد لك وبكل قوة ووضوح أن هذه الحالات مزعجة لكنها ليست خطيرة أبدا، هذا أهم شيء تستوعبينه، لأن بعض الناس حين يحدث هذا الاختناق والخوف، وإذا كان مصحوبا بضربات في القلب يأتيهم شعور بأنهم سيموتون، وأن الموت آت، وهذا قطعا شعور ليس بالسهل.

العلاج دائما يكون من خلال التجاهل، وتفهم طبيعة الحالة، أنها قلق وليس أكثر من ذلك، لا علاقة لها بأمراض القلب، لا علاقة لها بالدورة الدموية، الشعور بالاختناق ناتج من التوتر الداخلي الذي يؤدي إلى توتر عضلي، أول ما يؤثر عليه هي عضلات القفص الصدري، فإذا التجاهل وتفهم طبيعة الحالة جزء من العلاج.

بعد ذلك يجب أن تتدربي على تمارين استرخائية، هنالك تمارين لقبض العضلات وشدها ثم استرخائها، تمارين التنفس (الشهيق والزفير، حبس الهواء في الصدر لمدة)، وهذه التمارين يجب أن تكون مصحوبة بشيء من الاسترخاء الذهني والنفسي والجسدي مع التأمل الإيجابي.

توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) فيها الإرشاد اللازم لتطبيق هذه التمارين.

أنا أعتقد أن هذه التمارين ستكون علاجا أساسيا بالنسبة لك، يجب أن تطبق على الأقل مرة في الصباح ومرة في المساء.

أيضا الرياضة مفيدة جدا، الرياضة – خاصة رياضة المشي – تؤدي إلى توازن كيميائي فيما يتعلق بخلايا الدماغ التي لها تأثير على الجوانب النفسية والجسدية عند الإنسان.

تجنب الفراغ مهم، التفكير الإيجابي مهم، التفاعل الاجتماعي مهم، ... هذه كلها علاجات أساسية ومطلوبة، فأرجو أن تطمئني.

بالنسبة للعلاج الدوائي: فعلا الدواء مطلوب، وقطعا الطبيبة تكون قد كتبت لك الدواء الصحيح، أنت لم تذكري اسم الدواءين، لكن من الأدوية الشائعة الاستعمال عقار (سبرالكس)، والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام)، وعقار (سيرترالين) والذي يسمى تجاريا (لوسترال) أو (زولفت)، وربما يوجد في بلادكم تحت مسميات تجارية أخرى. هذه أدوية جيدة وفاعلة، وغير إدمانية، ولا تؤثر على الهرمونات النسائية.

أعطيتك الروشتة والرزمة الكاملة للعلاج، بالرغم من أنك طلبت توجيهات بدون دواء، لكن الدواء أنا أعتقد أنه مهم بنسبة خمسة وعشرين إلى ثلاثين بالمائة، فأكملي الرزمة العلاجية من خلال التطبيقات التي ذكرتها لك، وتناول أحد الأدوية الموصوفة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات