أرغب في خطبة فتاة وأهلي لا يوافقونني الرأي؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب في كلية الطب مرحلة ثالثة، وابنة جارنا في المرحلة الأولى، ونحن نسكن في ناحية تبعد عن الكلية ٩٠ كيلومتر، والعام الدراسي سوف يبدأ عن قريب، وجارنا يريدني أن أصطحب ابنته معي في سيارة الأجرة أي نكون أنا والسائق والبنت معا في السيارة، وأنا مرتبك من ناحية خلوتنا بالبنت، فهل يجوز أم لا؟

وقد طرحت على أهلي الفكرة في سبيل التخلص من هذه المشكلة هو أن أتقدم لخطبة هذه البنت وهي جارتنا ونعم الجار والأخلاق والالتزام، ولم نر منهم أي عيب، فنحن جيران منذ أكثر من ٢٠ سنة، ولكن أهلي يريدون أن أخطب فتاة من أقاربنا، وأنا لا أريدها ليس لشيء ما ولكني أراهم كأخواتي، وكذلك فرق العمر بيننا أنا أكبر من أصغر واحدة منهن ب ٨ سنوات، ولا أعلم ماذا أفعل؟

علما أنني أنا وصديقي عند تخرجنا سوف نتعين في مركز صحي حكومي في ناحيتنا حال تخرجنا لعدم توفر طبيب في هذه المنطقة، وكذلك نحتاج إلى طبيبة للنساء، وقد جاءت هذه البنت وقد أحسست أن الله قد اختار لي هذه البنت انصحوني، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا أيها -الابن الكريم- في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونحيي هذا الحرص، ونسأل الله أن يعينك على رعاية الضوابط الشرعية، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

لا شك أن وجود الفتاة معك وأنت والسائق لا يعتبر خلوة؛ لأن الخلوة هو أن يخلو رجل واحد بامرأة، أما وجود أكثر من واحد فهنا تنتفي الخلوة، وأرجو أن تجتهد في غض بصرك، ونتمنى أن تجتهد الفتاة في اللبس الشرعي الساتر، وبعد ذلك أرجو ألا تقصر في الثقة التي أولاها فيك الجيران، ولا مانع أيضا من تطوير هذه العلاقة لتكون خطبة بعد ذلك، وأرجو أن تحاول مع الأهل وتتلطف في عرض طلباتك، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وأرجو أن يعلم الأهل أن الشاب هو الذي يختار الفتاة التي يرتاح إليها، فإذا وجد هذا الارتياح مع وجود الدين ومع وجود الأخلاق ومع وجود الجيرة لهذه السنوات الطويلة والمعرفة المتأصلة بينكم كجيران؛ فإن هذا أيضا سيكون زواجا ناجحا -بإذن الله تبارك وتعالى-.

وعلى كل حال: أنت طرحت الفكرة الآن، وأرجو أن تحشد من يؤيد هذه الفكرة، مع ضرورة أن تلتزموا جميعا أنت والسائق والفتاة بالقواعد الشرعية في التعامل في مثل هذه الأحوال، وقطعا الفتاة ستكون في الخلف وأنت إلى جوار السائق مثلا، هذا وضع أمثل، والله يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم}.

نسأل الله أن يعينك على الخير، ولا يخفى على أمثالك أن مثل هذه العلاقة نحتاج أن نحتكم فيها إلى أمور كثيرة جدا في نوع الكلام الذي يدار، كذلك أيضا في طريقة اللبس بالنسبة للفتاة، وقواعد التعامل بينكم، وإلا فبالنسبة للخلوة لا تعتبر هذه خلوة شرعية، وبهذا أنت تحل مشكلة فعلا لهذا الرجل، طالما كانت هناك سيارة محددة ستركبون فيها وتركب معكم الفتاة حتى تصل ثم تعود مرة أخرى، ونسأل الله أن يعيننا جميعا على طاعته، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات