السؤال
السلام عليكم.
أنا كنت أعرف زميلة لي في العمل، وكنت معجبا بها، ولكن تبين لي أنها مخطوبة، وعندما كلمتها كلاما على سبيل الصداقة فهمت قبل أن يكون بيننا أي شيء أنها تريد الابتعاد عن خطيبها، وأنا كنت أشجعها على البقاء معه؛ لأنه محترم، ودائما أنصحها بالبقاء معه وعدم تركه، ولكن هذا عكس ما في قلبي، لأنني أخاف الله، ولا أستطيع أن أقول لها غير هذا الكلام، وفجأة قالت لي: أنا تركته.
ارتبطنا الآن وستتم الخطبة -بإذن الله-، ولكن ضميري يؤنبني وأشعر أن وجودي في حياتها حرضها على فسخ الخطبة، مع أنني كنت أنصحها وأشجعها بعدم ترك الرجل، أنا لا أعرف هل أنا على خطأ أم على صواب؟ وإذا كنت المخطئ أرجو المغفرة من الله.
هل يوجد مانع من خطبتها بعد 7 أشهر من فسخ الخطبة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Taher حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الابن – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويقدر لك الخير، ويصلح الأحوال.
إذا كان الأمر كما ذكرت فلا إشكال، غير أننا ننبه إلى أن مجرد الصداقة أيضا بين الذكور والإناث أمر لا ترضاه هذه الشريعة، إلا إذا كان في إطار علاقة زوجية أو في إطار محرمية – كأن تكون خالة، أو عمة، أو ... يعني: هكذا من المحارم – وعلى كل حال: هذا عمل أرجو أن تستغفر الله تبارك وتعالى منه، ونرجو ألا يكون هناك توسع مع أي امرأة لا تحل لك.
أما ما حصل من تركها للخاطب السابق – إذا كان الأمر كما ذكرت، كنت تشجعها على الاستمرار، وهي التي تخلت عنه – فلا مانع من الارتباط بها بعد ذلك، وأرجو أن يعلن هذا الارتباط حتى يكون في الإطار الشرعي، فإن مسألة الخطبة لا بد أن تعلن، ولا بد أن يكون هناك علم عند أهلها ومحارمها، وحبذا لو جئت بأهلك، وحبذا لو حصل التواصل لتكون خطبة رسمية.
حتى بعد الخطبة هناك قواعد شرعية لا بد من مراعاتها، لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا عقد فيها ولا ميثاق، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسع معها في الكلام.
إن كنت عازما على الارتباط منها ووجدت ميلا وانشراحا وارتياحا، ووجدت هي مثل ذلك؛ فأرجو تحويل العلاقة من خطبة إلى عقد وميثاق نكاح، ثم أرجو أن تسرعوا بإكمال المراسيم، فإنه (لم ير للمتحابين مثل النكاح).
أكرر: إذا كان الأمر كما ذكرت – كنت تشجعها لما علمت أنها مخطوبة، وهي التي تركت هذا الخاطب وحدها، ثم بعد ذلك ارتبطت بها –فلا مانع، لأن الممنوع هو أن يخطب الرجل على خطبة أخيه أثناء خطبته، أو أن يخرب عليه بأن يخببها عليه، وكل هذا لم يحصل منك كما نعتقد.
نسأل الله أن يعنيك على الخير، وأرجو أن تستغفر عن أي علاقة تكونت أو أي تواصل زائد مع امرأة أجنبية؛ لأن هذه معصية لرب البرية، ولكن حصول هذه المخالفة لا يمنع حصول الحلال (الرباط الشرعي).
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.