السؤال
السلام عليكم.
أعاني من مشاكل مع زوجتي بمعدل مرة أسبوعيا على الأقل، نوعية المشاكل من وجهة نظري تتركز في العناد والتعنت في وجهة النظر، التقلب المزاجي، علو الصوت وقت الجدال مما يثير غضبي، ويجعل الأمور تتصاعد، الردود المستفزة، عدم تصديق أي شيء أقوله مهما حلفت.
أنا أحبها، ولكني تعبت من المشاكل، ومن نوعيتها؛ لأنها من وجهة نظري هي مشاكل صغيرة.
كلمة الطلاق عند زوجتي سهلة جدا، وقيلت كثيرا، لقد فقدت الثقة في نفسي من كثر الانتقاد والتركيز على سلبياتي، وهذا لا يعني بأني لا أنتقد.
لا أدري كيف نستطيع أن نعيش حياة هادئة. لا أريد الانفصال ولا أدري كيف ننهي هذه المشاكل التي لا تنتهي!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الأخ الفاضل – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونحيي تواصلك مع الموقع قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يكتب لك مع أهلك السعادة والاستقرار.
أرجو أن تعلم أن وجود المشاكل الزوجية أمر طبيعي، وليس الإشكال في وجودها، ولكن الإشكال في كيفية التعامل معها، وإذا أحسنا التعامل مع المشكلات الحاصلة فإنها تضيف لنا خبرات، حتى ألف الشيخ جاسم المطوع (فوائد المشاكل الزوجية)؛ لأن الإنسان بهذه التوترات يعرف حدود الشريك، الخطوط الحمراء التي تزعج الشريك، والنجاح للإنسان إذا عرف ما يضايق الشريك - سواء كان الزوج أو الزوجة – أن يتفادى الأمور التي تغضب شريكه.
وإذا تزوج الإنسان بامرأة عندها عناد أو تزوجت رجلا معاندا فإن التعامل مع صاحب العناد ينبغي أن يكون على النقاط التالية:
1. تفادي أسباب العناد.
2. تفادي طرح مسائل تحتمل الإجابة بـ (لا) أو (نعم).
3. إعطاء المعاند عكس ما يريد حتى ينفذ لنا ما نريد.
4. عدم الوقوف أمام العناد ومقابلته بعناد؛ لأن ذلك يزيد من العناد، ولكن بالتغافل والتجاهل عندما تكون الأمور أمورا صغيرة. واعلم أن الحياة الزوجية قطار مسرع، والقطار المسرع لا يقف عند المحطات الصغيرة، كذلك الحياة الزوجية لا تتوقف عند الأمور الصغيرة.
وإذا كنت تشير إلى أنها مشاكل صغيرة، فأرجو التجاوز، والتغافل، وكما قال الإمام أحمد قيل له: هل العافية عشر درجات تسعة منها في التغافل؟ قال: (بل العافية عشر درجات، كلها في التغافل).
أما ترداد زوجتك لكلمة الطلاق، فينبغي ألا تطاوعها، وألا تجاريها في ذلك، حتى لو قالت لك: (إن كنت رجلا فطلقني) فقل لها: (الرجل لا يطلق)، ولا يجوز لها أن تطلب الطلاق بغير ما بأس، كما جاء في حديث النبي عليه صلاة الله وسلامه.
ستعود بإذن الله الحياة الهادئة، ولا تفكر أبدا في الانفصال؛ لأن ذلك لا يفرح سوى عدونا الشيطان، وتذكر الميزان النبوي: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر))، فهذه الزوجة التي تشكو أنت من عنادها أكيد لها جوانب أخرى متميزة فيها، فإذا ذكرك الشيطان ما فيها من سلبيات فتذكر ما فيها من الإيجابيات، واحمد الله على ذلك، وشجعها على التقيد بأحكام الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، وأرجو أن تعلم بنتنا (الزوجة) وأختنا أن هذا الأسلوب التي تسير فيه ليس في مصلحتها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.