السؤال
خطبني أحد أقاربي منذ فترة، وهو شاب مستقيم وذو عاطفة دينية أيضا، ولم يتم عقد القران بسبب ظروف وفاة أحد الأقارب، المشكلة أننا نتحدث عبر الإنترنت كتابة، ويتطور بنا الحديث إلى نوع من الغزل، أشعر بالذنب كثيرا ولا أعرف هل ما نفعله صحيح أم لا، أفيدوني من فضلكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ إصرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابنتي الفضلى! أسأل الله أن يبلغ المقاصد فيما يرضه، وأن يجعل التوفيق حليفك، وأن يرزقنا جميعا السداد والرشاد.
إن الخطبة مجرد وعد بالزواج، ولا تتيح للخاطب والمخطوب التوسع في العلاقات والمراسلات، فقد لا يتم الزواج وتنفضح الأسرار، وتحصل الندامة والعياذ بالله، ولا شك أن الممارسات التي يفعلها شبابنا اليوم لا ترضي الله، وكثيرا ما ندفع ثمنا باهظا لمخالفاتنا لأوامر هذا الإسلام: ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))[النور:63].
وأقل هذه الأضرار أن تبدأ الحياة الزوجية بالبرود في العواطف والشكوك والظنون السيئة؛ لأن الشيطان يقول للرجل إنها كلمتك وراسلتك فما المانع أن تفعل ذلك مع آخرين؟
ويقول للزوجة كذلك إنه كذب عليك وقد يكذب على أخريات، فيدخل الشك إلى نفسها في كل تصرف أو مكالمة هاتفية أو لمجرد السفر أو التأخر خارج المنزل، والصواب أن نسرع لإكمال عقد النكاح، وحتى يحدث هذا أرجو قطع الاتصالات وتجنب التوسع في العواطف والمجاملات، وهذا إذا حدث فسوف يدفع هذا الشاب إلى تأخير الزواج وربما الهروب، وتأكدي يا عزيزتي بأن الحب الحقيقي يبدأ بالزواج، أما ما يحدث الآن فهو عبارة عن مجاملات وإظهار لخلاف الحقيقة، ورحلة الحياة طويلة وشاقة وهي مليئة بالأفراح، وفي طريقها كذلك الأشواك والأتراح، وخير ما نبدأ به حياتنا الأسرية الجديدة هو طاعة الله تبارك وتعالى، والتوجه إليه سبحانه .
فانتبهي واحذري من مخاطر المراسلات، فقد تخرج هذه الأسرار وتكون قنابل موقوتة في طريق حياتك الأسرية -لا قدر الله -، وأرجو أن تتم مراسيم الزواج، فلا علاقة لها بوفاة أحد من الناس، وهل سيتوقف الموت؟
ولا يوجد غزل حلال وسحر مباح إلا ما كان بين الرجل وزوجته بعد عقد صحيح وبعيد عن الآذان والأعين.
أسأل الله أن يكتب لكما التوفيق وأن يسدد خطاكم، وأن يقدر لكما الخير، وبالله التوفيق.