السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة عمري 16 سنة، أريد دراسة الطب إن شاء الله، أنا أقطن حاليا بالمغرب؛ ولأن المجتمع به اختلاط فأجد مشاكل مع والدي يريدني أن أتوقف عن الدراسة، لكن أنا أريد إتمام دراستي إن شاء الله.
علاماتي جيدة بالمدرسة والحمد لله، وأنا أريد إقناع والدي بإتمام دراستي، أنا لا أكلم الصبية أو الرجال وأنا مرتدية لحجابي الشرعي، ثم هل يجوز لي السفر خارج البلاد لإتمام دراستي إن شاء الله؟ وكيف أقنع والدي؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك ثقتك فينا، ونسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.
لا شك – أيتها البنت العزيزة – أن دراسة الطب مما تحتاجه المرأة لتطبب النساء، ولكن الحذر والخوف من الوقوع في المخالفات الشرعية أمر لابد أن يكون مستصحبا لديك، ومنع والدك لك عن مواصلة الدراسة بسبب الاختلاط مصدره الحرص عليك والخوف من أن يجرك الشيطان إلى الوقوع فيما لا تحمد عاقبته، فإن فتنة الرجال بالنساء فتنة عظيمة، وليس أحد أصدق من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء))، وقال: ((أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)).
لهذا جاءت الشريعة جملة من الآداب والتوجيهات للمرأة وللرجل كذلك، والمقصود من هذه التوجيهات منع الفساد وسد الأبواب المؤدية إليه، من ذلك أمر المرأة بالتزام الحجاب، ومن ذلك تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، ومن ذلك تحريم مصافحة المرأة الأجنبية للرجل الأجنبي عنها، ومن ذلك منع المرأة من الكلام مع الرجل الأجنبي بكلام فيه خضوع ولين.
كل هذه التوجيهات ونحوها مقصود الشريعة منها تجنيب الجنسين (الرجل والمرأة)، تجنيبهما الذرائع والوسائل التي قد توقع في مخالفات شرعية، وينبغي للمرأة أن تتعامل مع هذه التوجيهات بجد، وأن تأخذها بعين الاعتبار لتحفظ نفسها.
فنقول لك بناء على هذا: ما دام والدك يأمرك بأن تتوقفي عن الدراسة المختلفة فنصيحتنا لك أن تطيعي أمره، وأن تتوجهي للدراسة في أي مجال آخر تستطيعين فيه المحافظة على الضوابط الشرعية وإرضاء والدك.
ونحن نعلم مدى حرصك على دينك وثقتك بنفسك، وأنك لن تكلمي أحدا من الرجال، ولن تضعي حجابك، ولكن خوف والدك مبرر، والخوف من استدراج الشيطان لك واستدراج الذئاب البشرية لك أمر وارد. فنصيحتنا لك هي ما سبق أن تبحثي عن مجال ينفعك تستطيعين فيه المحافظة على الضوابط الشرعية إرضاء لربك وطاعة له، ثم إرضاء لوالدك.
أما السفر إلى خارج البلاد لإكمال الدراسة فإن كان بغير محرم فإنه حرام، ((لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم))، هكذا جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالسفر إلى خارج البلاد المفاسد فيه مضاعفة أيضا، ولا نظن أن والدك سيقتنع بذلك إذا كان يمنعك من الدراسة المختلفة في بلدك.
فثقي بالله تعالى من أنه إذا تركت شيئا من أجل الله وإرضاء لله سيعوضك خيرا منه.
نسأل الله تعالى لك الهداية والسداد.