السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى بركاته.
أنا شاب عمري 26 سنة، وقد أحببت فتاة ذات دين وخلق، درست معي في الجامعة ولم أصرح لها بحبي، ومن وقتها لم يلتفت قلبي لغيرها، ومرت السنوات وكبر حبها في قلبي دون أي اتصال أو مقابلة بيننا، وعندما فكرت في أن أعف نفسي وأتقدم لخطبتها وجدتها قد خطبت لغيري، ومن وقتها لم أذق طعم السعادة، ماذا أفعل؟ فمن ناحية ديني وتربيتي وأخلاقي ورجولتي لا يسمحون لي بالدخول والإفساد على الناس، فأعيش في تأنيب الضمير ما حييت، ومن جهة قلبي لا يرى ويلتفت لغيرها، فبماذا تنصحوني لأزيح هذا الحمل؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل العفيف-، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
لقد أحسنت بكتمان ما في نفسك عن الفتاة، ونبشرك بأن الله سيعوضك خيرا، فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا، وأرجو أن تصرف النظر عن الفتاة المذكورة، واعلم أن الصالحات والفاضلات غيرها كثير، وأنت فعلا لم تدخل هذه التجربة، لكن هذا لخير عندك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعوضك خيرا.
وأحب أن أقول: أنت لم تخبر الفتاة، وربما لو أخبرتها يكون لها رأي آخر، والأمور تجري بتقدير الله تبارك وتعالى، فالكون هذا ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، القائل: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، فالإنسان لا يدري ما هو الخير له، والمؤمن يرى أن سعادته فيما يقدره الله تبارك وتعالى، وما يختاره الله لنا خير مما نختاره لأنفسنا، ولو كشف الحجاب – كما قال عمر – ما تمنى الناس إلا ما قدر لهم، أو رضوا بما أصابهم، قال عمر بن عبد العزيز: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار).
لذلك أرجو أن تبحث عن غيرها من الصالحات، وقد أحسنت، فإنه لا يجوز لك التدخل في حياتها بأية طريقة، بعد أن أصبحت خطيبة لغيرك، فالمؤمن لا يخطب على خطبة أخيه، كما جاء عن النبي -عليه صلاة الله وسلامه-، إلا أن يأذن أو يدع، لكن في كل الأحوال أرجو أن ينقطع هذا التواتر من التفكير، أرجو أن تفكر في الاتجاه الصحيح.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقك بفتاة صالحة مؤمنة تقر عينك وتسعدك وتسعدها وتعفها وتعفك، وتكون عونا لك على الخير وعلى رضا الله تبارك وتعالى، ونكرر الترحيب بك في الموقع، واعلم أن دخولك في مشروع زواج فعلي من أهم ما يخفف ما في قلبك وما في نفسك من الذكريات تجاه الفتاة المذكورة، ونسأل الله أن يعوضك خيرا.