الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب فتاة ولكني لم أتقدم لها فخطبها غيري، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت فتاة، وهي تحبني أيضًا، وتقدم لخطبتها شخص آخر، وافق أهلها عليه، وعندما رفضت طلبوا منها الجلوس معه، وأن تصلي صلاة الاستخارة، وبعد الاستخارة رأت الخاطب في الحلم وكأنهما معًا، وكانت سعيدة وتضحك، ولكنها تقول: إنها تحبني، ولا تعلم ماذا تفعل؟

سوف أتقدم لخطبتها بعد إنهاء سنتي الدراسية الأخيرة، فأنا في سنة التخرج من كلية الهندسة، ولو تقدمت الآن سيرفضني أهلها، وسوف يزوجونها رغمًا عنها.

أرجو النصيحة، وماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى أن ييسّر لك إتمام دراستك، ويكفيك بحلاله عن حرامه، ويُغنيك من فضله.

ثانيًا: نلفت انتباهك إلى أن الله تعالى هو الذي يُقدّر لك الأقدار، ويُدبّر لك الأمور، وهو سبحانه وتعالى في تقديره هذا رحيمٌ بك، فهو أرحم بك من نفسك، ومع هذه الرحمة هو أعلم بمصالحك، فيُقدّر لك الخير، وأنت أيها الإنسان ينبغي أن تتلقّى هذا التقدير بالرضا والقبول، وأن تعلم بأنك في كثير من الأحيان قد تحرص على شيءٍ والله تعالى يصرفه عنك؛ لأنه يعلم أن الخير في أن يصرفه عنك، وقد قال الله في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

فالله أعلم منك بمصالحك، وأرحم بك من نفسك، فأحسن ظنّك بالله، فأنه لن يُقدّر لك إلَّا الخير.

ونصيحتُنا لك: أن تلتزم التوجيهات الربّانية الشرعية القرآنية التي توجُّهك، فإذا التزمت بها فأنت مع الله تعالى، ولن تجد إلَّا السعادة -بإذن الله تعالى-.

ومن هذه التوجيهات التي جاءت بها شريعة الإسلام: ألَّا يخطب المسلم على خطبة أخيه، فإذا خطب إنسانٌ امرأةً وأجابه أهلُها بالقبول؛ فلا يجوز لإنسان آخر أن يأتيَ ويتقدّم لخطبة هذه المرأة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ولا يخطب على خطبة أخيه".

فإذا قدّر الله تعالى في الأزل، فإن المقادير قد كُتبت قبل أن نخلق، وإذا كان الله قد قدّر أن هذه الفتاة قد تكون زوجة لك، فلا بد أنه سوف يهيئ من الأسباب والظروف ما يُيسّر لك أن تتزوّج بها، فإذا رفض أهلُها بعد ذلك هذا الرجل وردُّوه، ووجدتَّ في نفسك القدرة على التقدُّم لخطبتها، والزواج بها فتقدّم.

أمَّا إذا مضت الأمور على خلاف ذلك، فلا ينبغي أن تحزن أبدًا، وجاهد نفسك على نسيان هذه الفتاة، والبنات والنساء غيرها كثير، وربما كان الخير لك في أن تُعرض عنها وتتوجّه إلى غيرها، والنفس إذا يئستْ من الشيء سَهُلَ عليها نسيانه، فأنت ذكّر نفسك بأن هذه الفتاة قد خُطبت، وأنه لا يجوز لك شرعًا أن تخطبها فوق هذه الخطبة، وأن الخير كل الخير في طاعة الله تعالى، والتزام أوامره، واجتناب ما نهى عنه، فإذا فعلت ذلك فإن الله سبحانه وتعالى معك ولن يُضيّعك.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان، ويُرضّيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً