السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من حالة وسوسة منذ سنوات كثيرة، وكنت في الماضي أمارس العادة السرية، وكذلك أشاهد المحرمات، وحتى في وقت النوم أمارس العادة السرية ولكن بفضل الله تركتها -والحمد لله-، لكن المشكلة ليست هنا، فبعد أن تركتها أصبحت تراودني أفكار جنسية، ولا تأتيني إلا وقت النوم، المشكلة أنه بعد النوم وفي منتصف الليل أستيقظ وأمارس العادة السرية بدون شعوري الكامل، ولكني أشعر بشيء بسيط بأني أمارس العادة السرية ولا يمكنني إدراك نفسي إلا عند نزول المني وأنا ماسك ذكري، والمشكلة أن هذه الحالة تكون شبه يومية لدرجة أنني تعبت من نفسي من هذا السبب ولا أدري عن حكمها فهل تعتبر عادة سرية أم احتلام؟
وتأتيني وساوس كثيرة في موضوع آخر هو الجامعة، والمشاركة مع الدكتور فأصبحت عندما أريد المشاركة مع الدكتور لكي أريده أن يعطيني الدرجات، أصبحت أخاف هل مشاركتي معه من أجل هذا السبب فيها صرف عبادة لغير الله وتصبح كفرا بسبب أن تخصصي شرعي؟
المهم أن تجاوبوا عن أسئلتي، فأنا أرى نفسي أنه لا يوجد أحد مثلي في الموضوع الذي طرحته في الأعلى، وأريد إجابة عليه ولو سمحتم، لا تحيلوني لاستفسارات أخرى، أريد إجابة على موضوعي، وجزاكم الله خير الجزاء، وأعتذر على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي العزيز: ما يتم معك ليلا هو ممارسة للعادة السرية، وليس احتلاما؛ لأن الاحتلام ظاهرة تحدث لجميع البشر وتعني خروج المني من الذكور والإناث أثناء النوم، وتحدث غالبا في مرحلة المراهقة وبداية الشباب، ولكنه قد يحدث في أي وقت من العمر بعد البلوغ، وقد يكون الاحتلام مصحوبا أو غير مصحوب بأحلام جنسية، وهو يحدث غالبا نتيجة للتعرض لمثيرات جنسية ما، أما أنت فتستجر الشهوة الجنسية بيدك، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يرشد الشباب إلى الاستمناء (العادة السرية)، ولو كان خيرا؛ لأرشد إليه، وإنما أرشد إلى الزواج، أو الصوم، فقال: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء. أي: وقاية من الزنى. أخرجه البخاري، ومسلم.
وللتخلص من مشكلتك، ندعوك لاتباع الإرشادات العملية التالية:
- ابدأ من اليوم بالتوقف عن النظر إلى أي شيء يثير شهوتك الجنسية، وتوقف عن ممارسة العادة السرية لمدة يوما متتالية دون انقطاع، وبعد أن تنجح استمر على ذلك لمدة (٩٠ يوما). وإذا شعرت أن عزيمتك ضعفت وبدأ الشيطان يوسوس لك لممارسة العادة السرية، قم بعمل شيء يتناقض مع هذا الفعل، مثل: الاستحمام، ممارسة، قراءة القرآن، الصلاة.
- إن الإصرار على تحقيق الهدف في الخطوة السابقة وهو "التوقف ما يقل عن ثلاثة أشهر متتالية" هو أهم خطوة طوال رحلة العلاج، "لأن خاطرة (أريد أن أمارس العادة السرية) ستأتي مرارا إلى ذهنك، وكلما ازدادت الفترة الزمنية لإقلاعك عن العادة السرية كلما قل تكرار ورود هذه الخاطرة إلى ذهنك حتى تختفي وتنتهي من ذهنك تماما.
- وثق نجاحك بشكل يومي على رزنامة، ضع علامة صح على كل يوم مر دون ممارسة العادة السرية.
- احرص أن تكون دائما على وضوء، والتزم بأداء الصلوات في وقتها؛ فهذا ينظم حياتك، ويجعلك أكثر حرصا على طهارة النفس والجسد.
- لا تذهب إلى السرير إلا وأنت في غاية النعاس، ولا تنم على بطنك.
- في حال جربت جميع ما ذكر وما زالت العادة السرية تسيطر على تفكيرك حتى لو كانت أقل من ذي قبل، فمن العلاجات السلوكية الفعالة للتخلص من العادة السرية نهائيا هو القيام من فراشك فورا والاغتسال بشكل تام، حتى لو كان ذلك في منتصف الليل.
- وبالنسبة للمشاركة في المحاضرة للحصول على درجات فهذا هو الوضع الطبيعي في الدراسة، فأين الكفر في ذلك؟ وكيف ستصرف عبادتك لغير الله؟! فأنت في محاضرة وهذا مدرسك ومن الطبيعي أن تجيب على الأسئلة وتدخل في نقاشات أثناء المحاضرة.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.