السؤال
السلام عليكم.
عندي مشكلة قي ذنب كبير يستنزف مالي، ومنذ فترة علمت زوجتي بهذا ولم يكن ردة فعلها كبيرا، ولكن حين خسرت المال بسببه غضبت وذهبت لبيت أهلها وطلبت الطلاق، وصارت هي وأمها وأختها ينعتنني بأبشع العبارات، وتعايرني بسبب هذا الذنب وتهددني بالفضيحة بين الناس، خاصة أني رجل ملتزم ومعروف بين الناس، وإذا ذاع صيتي فلن أتردد بترك البلد، المشكلة أنها تهاجمني بدلا من أن تقف بجانبي.
أعلم أن الحق معها، وأني بسبب هذا الذنب مقصر جدا، ماذا أفعل؟ خاصة أنها عند كل مشكلة تعايرني بهذا الذنب، هل أطلقها؟
علما أن لدينا أطفال وأخشى عليهم.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الأخ – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يردك إلى الحق، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ليس لزوجتك أن تعيب عليك أو تعيرك بهذا الذنب، وليس لك أن تطلقها، بل ينبغي أن ترجع إلى الله تبارك وتعالى أولا، ونتمنى أن تكون هي عونا لك على الشيطان لا عليك، وعلى كل حال: فهذا الذنب (الكبيرة) التي وقعت فيها تحتاج إلى توبة نصوح، و(التوبة تجب ما قبلها)، و(التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وإذا أصلحت ما بينك وبين الله فإن العظيم الرحيم التواب سيصلح ما بينك وبين زوجتك وأهلها وأهلك، وسيعينك على كل خير.
واعلم أن للمعاصي شؤمها وآثارها الخطيرة، وأن فضيحة الآخرة أخطر من فضيحة الدنيا. إذا كان العظيم ستر عليك فاستتر بستر الله، وتب إلى الله توبة نصوحا، فإن الإنسان إذا تاب لا تضره بعد ذلك حتى لو حدثت الفضيحة، لأن الناس سينظرون إلى توبته ورجوعه إلى الله تبارك وتعالى.
وإذا كنت ولله الحمد في سمت إنسان خير، فأرجو أن ترتفع لهذا المستوى من الخير، وإذا ظن الناس بالإنسان خيرا ينبغي أن يرتفع لمستوى حسن ظنهم، ويسأل الله أن يغفر له ما لا يعلموا من أمره.
وعليه: فإن المهم هو التوبة النصوح، وحبذا لو تواصلت هذه الزوجة معنا حتى تسمع النصيحة، فإنه لا يجوز أن يعير أي إنسان بذنب وقع فيه خاصة إذا تاب منه، طالما هو تاب من الذنب، وحتى في كل الأحوال لا يصلح أن نعير بالذنب؛ لأن الإنسان إذا أظهر الشماتة لأخيه قد يعافيه الله ويبتليه؛ هذا الذي يتكلم عن صاحب الذنب.
فالأمر في كل الأحوال غير مقبول من الناحية الشرعية، وغير مقبول من الزوجة، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونكرر دعوتنا لك إلى التوبة النصوح، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك.