تزوجت ثيبًا برغبة أبي ولكني أشعر أني لم أتزوج، فما الحل؟

0 35

السؤال

السلام عليكم.

أحبكم في الله

أنا عندي مشكلة أحتاج حلا منكم. المشكلة أني تزوجت من امرأة ثيب، وأنا لم يسبق لي الزواج من قبل، في بداية الأمر كنت رافضا للموضوع، لكن أبي -عليه رحمة الله- زين لي الموضوع وحصلت المشكلة في أني لست قادرا على نسيان أن زوجتي كانت متزوجة من قبل، لا أستطيع نسيان أنه تم البناء بها من قبل! في كل مناسبات الأفراح أحزن كثيرا! أشعر بأني لم أتزوج.

أرجو النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

أولا: نحن نبادلك الحب بالحب، ونسأل الله تعالى أن يحبك كما أحببتنا فيه. كما نسأله سبحانه وتعالى أن يديم الألفة بينك وبين زوجتك، ويحفظ عليك أسرتك، ويمتعك بالسعادة، ويرزقك الذرية الصالحة.

هذه التي سميتها أنت مشكلة الحقيقة أنه لا إشكال فيها أبدا، فالزواج الناجح معياره – أيها الحبيب – أن تكون الزوجة ذات خلق وذات دين تحفظ حق الله تعالى وتحفظ حق زوجها، والمرأة بهذه الأوصاف هي المرأة التي يسعد معها الزوج، وتصلح معها دنياه وآخرته، وكون هذه المرأة التي تزوجتها ثيبا وأنها قد تزوجت برجل آخر قبلك لا ينقص من هذه الصفات وترتب الأحوال عليها، ويكفيك – أيها الحبيب – أن خير الناس وسيد الأولين والآخرين قد تزوج بالثيبات، فقد تزوج إحدى عشرة امرأة ليس منهن بكر إلا واحدة وهي عائشة، وباقي زوجاته ثيبات.

فليس عيبا في المرأة أن تكون ثيبا وأن تكون قد تزوجت، بل ربما عاد هذا على الزوج بالخير والبركة، فإن المرأة التي تكون عرفت الحياة ومقتضياتها ومشاكلها تكون أحرص على إسعاد زوجها وأبعد عن الوقوع فيما يغضبه أو يضيق الحياة عليه، وشعورها بأنها ثيب يدعوها إلى الحرص على إسعاد زوجها بما لا تجده من الشعور عند المرأة البكر.

فلا ينبغي أن يكون هذا الوصف في زوجتك مصدر قلق لك وسببا للحزن، واعلم أن الشيطان يحرص كل الحرص على إدخال الحزن إلى قلب الإنسان المسلم بأي سبب كان، وفي موضوع الزواج خاصة يحرص أشد الحرص على أن يبغض المرأة إلى زوجها، ويهدف من وراء ذلك إلى تفريق الأسر وهدم بناء الزوجية الذي يحبه الله تعالى، فمن مكايده العظيمة أن يبغض إليك زوجتك، فتذكر ما فيها من المحاسن والصفات الجميلة يزيل عنك وما علق بقلبك من آثار نظرك إلى هذا الوصف، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة)) أي: لا يكره مؤمن مؤمنة، ((إن كره منها خلقا رضي منها آخر))، فهذه دعوة نبوية إلى النظر في إيجابيات المرأة ومحاسنها وجوانب الخير فيها ليتعلق القلب بها ويشتد حبها فتتقوى الأسرة.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يديم الألفة بينك وبين زوجتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات