كيف أدعو صديقي المعرض عني إلى الله؟

0 24

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه للمسلمين، أما أنا فقد كان لي صديق في الطفولة من المرحلة الابتدائية وإلى الثانوية، وكنت أدعوه إلى الحق، في البداية كان يحبني ويستمع لي.

أما الآن إذا ذكرته بآية أو حديث يعرض عني كل الإعراض، مع ذلك هو يشاهد الأفلام، ويستمع إلى الموسيقى، وكنت أرجو من الله أن يهديه، وأيضا كان لديه أصدقاء كثر، أما أنا فأصدقائي قليل، فإنه إن تبع الحق تبع معه الكثير من أصحابه، وهو أيضا خاتم للقرآن الكريم، وكثير من أصحابنا كذلك، وأهله ملتزمون إلى حد ما، فأنا كنت أحاول أن أنصحه إذا رأيت منه عملا مخالفا للسنة، فأعترض على يفعل، وأذكره كثيرا وهو حتى لا يستمع إلي، ولا ينتظر حتى أكمل كلامي، أريد أستشيركم في ما أفعله معه، هل أتركه أم أستمر في نصحه ودعوته؟ وما أفضل طريقه لجذب قلبه للحق؟

علما بأني أقابله ثلاث مرات في الأسبوع.

وجزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الفاضل، وشكرا لك على هذه الاستشارة الرائعة، ونسأل الله أن يهديك وييسر الهدى عليك، ويجعلنا جميعا سببا لمن اهتدى، هو ولي ذلك والقادر عليه.

سعدنا جدا بهذه الرغبة في الخير، والرغبة في هداية هذا الصديق الذي وراءه أصدقاء كثر، ونسأل الله أن يجعل هدايتهم على يدك، وأن يلهمنا جميعا الخير والثبات على هذا الدين.

نبشرك أولا بقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم))، ونبشرك ثانيا بأن أجرك وقع بمجرد دعوتك إلى الله، بل بمجرد هذه النية الصالحة، وهذه الاستشارة التي تدل على رغبة في الخير، وقد قال الله تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}، والرغبة في الخير خير.

ثالثا: نوصيك بالاستمرار في دعوة وملاطفة هذا الأخ وذكر ما عنده من الإيجابيات؛ لأننا نحتاج إلى أن نعرف المداخل إلى قلوب من ندعوه، فكن لطيفا معه، وذكره بحفظه لكتاب الله وبما فيه من إيجابيات، ومروءة، وشهامة، وصفات جميلة حتى يستمع إليك، واختر الأوقات المناسبة لنصحه، وتجنب نصحه أيضا أمام الناس، فإن النصح أمام الناس قد يدخل الإنسان في حرج، وقد أحسن الشافعي عندما قال:
تعاهدني بنصحك في انفرادي *** وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت أمري *** فلا تجزع إذا لم تعط طاعـة

أخيرا: نوصيك بأن تتلطف به، وتدعو الله تبارك وتعالى له قبل أن تدعوه، ونسعد جدا بالاستمرار في التواصل مع الموقع بعد ذكر صفات هؤلاء الشباب، حتى نتعاون جميعا في وضع خطة لدعوتهم إلى الله، ونسأل الله لنا ولك الثبات والهداية والخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات