السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله أصلي الصلوات في وقتها، لكن أشكو من غياب الخشوع في الصلاة، وإيماني ضعيف، وأتعصب كثيرا، وعندما أغتاب أحدا أو أظلمه ألوم نفسي كثيرا، أخشى أن تؤخذ حسناتي يوم القيامة، كنت جاهلة، اغتبت كثيرا وتخاصمت مع من لا أعرفه، وبعد ذلك هداني الله، وألوم نفسي على ما فعلت.
أخاف كثيرا عندما أتذكر القبر، تضيق نفسي وأبكي، لم أعد أهتم لشيء إلا رضى الله، وأرى الدنيا صغيرة في عيني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يرزقك الخشوع في صلاتك، والأنس في عبادتك، وأن يجنبك فعل الشر وقول الشر وصاحب السوء، إنه ولي ذلك ومولاه.
أختنا الكريمة: لاشك أن غياب الخشوع عن الصلاة غياب لروح الصلاة وجوهرها وغايتها، فمن لم يخشع في صلاته فوت على نفسه ذوق طعم لذة المناجاة لله تعالى، والتي هي ألذ ما يتلذذ به المؤمن، قال تعالى: (قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون).
وعليه فقد أحسنت في السؤال عن الخشوع تحديدا، ونحن نحب أن نذكر لك بعض الأسباب المعينة على الخشوع:
1- الدعاء إلى الله -عز وجل- في صلاتك والتضرع إليه أن يرزقك لذة الخشوع.
2- الاستعداد النفسي للصلاة قبل وقتها.
3- إحسان الطهارة وإسباغ الوضوء، واختيار المكان المعد للصلاة بحيث يكون صالحا لمناجاة مولاك.
4- التعقل والتدبر لكل ما يقال في الصلاة من قراءة وأذكار.
5- استشعار الوقوف بين يدي الله تعالى، وعدم الانشغال عنه بأي شاغل أو عارض، فإذا حدث فالاستعاذة والتعوذ.
6- استحضار معاني ألفاظ الصلاة كالتكبير.
7- المجاهدة الدائمة والمستمرة.
8- عدم اليأس.
وذلك أن المطلوب عزيز -أختنا الكريمة- فلا بد للحصول عليه من مجاهدة وصبر، فالخشوع درجة عالية جاهد فيها الصالحون سنوات، هذا أحد السلف يقول: صليت لله عشرين سنة ثم تلذذت بالصلاة عشرين سنة، فبالصبر سوف تبلغين مرادك إن شاء الله.
وأما ما ذكرته من الغيبة ولوم نفسك لك، فهذا فيه خير كثير، وعليه فالإحجام عن الغيبة هو جهادك، ولا بد فيه من الظفر والنصر على آفات اللسان، وأما من اغتبتهم فإن استطعت المسامحة منهم فافعلي، وإن صعب عليك، أو خشيت أن يكون ذلك باب فساد بينك وبينهم، فانظري للمكان الذي اغتبتهم فيه، والناس الذين ذكرتهم أمامهم بسوء، ثم امدحيهم وعظمي شأنهم، فإن حيل بينك وبين ذلك، فأكثري لهم الدعاء، وتصدقي عنهم بصدقة ولو يسيرة.
واعلمي -أختنا- أن الله بر لطيف رحيم، وأن من تاب من الذنب تاب الله عليه، فاجتهدي في فعل ما مضى، وسلي الله المسامحة والعفو، وكوني على يقين بأن الله سيتولاك ويرعاك، والله الموفق.