الكوابيس المتكررة والمتطورة

0 42

السؤال

السلام عليكم

عندي سؤال: وهو أني أعاني من الجاثوم المتكرر، وأتألم نفسيا، وكأني أشعر بأن موتي قريب، مع أني لا أشعر بشيء عند سماع القرآن أو الأذان.

علما بأن الحالة قد تطورت، فأصبحت أعاني من أعراض الجاثوم، وأنا مستيقظ، فمن فضلكم أريد الحل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Habibou حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الجاثوم ويقال له الكابوس، وهو ما يقع على النائم بالليل، وهو حقيقة وليس خرافة ولا أسطورة كما قد يفهم البعض.

يعرف ابن سيناء الجاثوم بقوله: (الكابوس مرض يحس فيه الإنسان عند دخوله في النوم خيالا ثقيلا يقع عليه، ويعصره ويضيق نفسه، فينقطع صوته وحركته، ويكاد يختنق لانسداد المسام، وإذا تقضى عنه انتبه دفعة، وهو مقدمة لإحدى العلل الثلاث: إما الصرع، وإما السكتة، وإما المانيا؛ وذلك إذا كان من مواد مزدحمة، ولم يكن من أسباب أخرى غير مادية).

وقسم الدكتور حسان شمسي باشا -وهو من الأطباء المعاصرين- قسم الكوابيس إلى قسمين: الكوابيس العارضة، والكوابيس المتكررة، وجعل الأول لأسباب مادية، والثاني بسبب تسلط الجن.

من أسباب حدوث الجاثوم الأسباب العضوية المادية، كتأثير طعام أو دواء أو ضغوطات نفسية أو تحيز بخارات في مجرى النفس تتراقى إلى الدماغ أو تنصب منه دفعة حين الدخول في النوم، وقد يكون بسبب تسلط الجن، وعلاج النوع الأول يكون بالحجامة والفصد وتخفيف الطعام وغيرها، ويكون علاج الثاني بالقرآن والأذكار الشرعية.

ذكر الدكتور حسان شمسي باشا في كتابه " النوم والأرق والأحلام " أن من أسباب الجاثوم تعاطي أدوية يمكن أن تسبب الكوابيس وهي: (الرزربين، حصرات بيتا، ليفودبا، مضادات الهمود، بعد التوقف عن استعمال الأدوية المهدئة ، كالفاليوم).

يذكر الأطباء أن من أسباب الجاثوم النوم على الظهر، وقد حثنا نبينا عليه الصلاة والسلام على النوم على الشق الأيمن لما في ذلك من جعل النوم خفيفا كون القلب يكون متدليا بخلاف ما لو نام الإنسان على يساره أو على ظهره فإن القلب يكون مستلقيا فيثقل النوم، وأما النوم على البطن فمنهي عنه، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (تلك ضجعة أهل النار).

من نصائح الأطباء لتجنب الجاثوم ما يأتي:
عدم شرب السوائل التي تحتوي على الكافيين قبل النوم، لأن ذلك من مسببات الأرق، وبالتالي يتسبب الأرق بالجاثوم.

تجنب الوجبات الثقيلة في المساء، وخاصة إن كانت قبل النوم بوقت يسير فذلك من أسباب حدوث الجاثوم.

ممارسة الرياضة بشكل منتظم وعدم إبقاء الإضاءة في غرفة النوم بل ينبغي أن تكون غرفة النوم مظلمة لأن بقاء النور يبقى العقل مستوفزا، وهنالك خلايا في الدماغ لا تنام إلا في الظلام.

حافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها واجتهد في صيام بعض الأيام الفاضلة كالاثنين والخميس مثلا، وحافظ على أذكار اليوم والليلة، وبالأخص أذكار النوم، فهي معينة في دفع الجاثوم، وإن أردت النوم فلا تنم إلا بعد أن تتوضأ وتصلي الوتر، ثم تأتي بأذكار النوم، قبل أن تضع رأسك على الوسادة، ونم على جنبك الأيمن اتباعا للسنة المشرفة.

أوصيك أن تجعل لنفسك وردا من القرآن الكريم، ويمكن أن تقرأ ورقتين بعد كل صلاة، وبهذه الطريقة ستكمل جزءا كاملا بعد صلاة العشاء إن شاء الله.

ارق نفسك صباحا ومساء بما تيسر من القرآن والأدعية المأثورة، فالرقية تنفع مما نزل ومما لم ينزل.

الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد لله، وتحين أوقات الإجابة، وسل ربك أن يذهب عنك ما تجد، وأكثر من دعاء ذي النون: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك ونسأل الله أن يعافيك وألا يريك مكروها.

مواد ذات صلة

الاستشارات