السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خدمة جليلة للمسلمين.
لدي ابنة بعمر 18عاما، تشاهد أفلاما لأكثر من 14ساعة يوميا، ولا تخرج من غرفتها إلا لتناول الطعام، وهي في عزلة اجتماعية، أحاول دمجها في نشاطات كثيرة سواء في المنزل أو خارجه ولكنها تتعلل بحجج واهية، أحاول نصحها ولكن دون فائدة، أخذت منها الجهاز أكثر من مرة ولكنها تعود إلى ما هي عليه.
لا أستطيع أخذ الجهاز منها الآن لأن دراستها عن بعد، وكلما دخلت عليها غرفتها أجدها ممسكة بالجهاز وتقول لي بأنها تدرس، ولكني لا أصدقها.
أفيدوني، ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يعتبر إدمان الإنترنت حالة مرضية حديثة، ظهرت بالتزامن مع ظهور الإنترنت، وتقتصر على مستخدمي الإنترنت دون غيرهم، فتؤدي إلى تغير السلوكيات والتصرفات، وتعزى أسباب هذه الحالة إلى الملل ووقت الفراغ الكبير، وميول الفرد لذاته، ويعتبر الشخص مدمنا للإنترنت إذا تعدى استخدامه للإنترنت ثمان وثلاثين ساعة في الأسبوع الواحد.
أختي العزيزة: إذا كنت متأكدة أن ابنتك تشاهد الأفلام كما هو مذكور في عنوان السؤال، فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه، وربما لأن مساحة الحرية الشخصية للبنات في هذا العمر في الدول الأوروبية أوسع مما هي عليه في الدول الإسلامية، فهذا يضع الأهل في الدول الأجنبية في وضع محرج.
فيما يلي مجموعة من الأفكار التي قد تساعدك في مساعدة ابنتك في التخلص من إدمان الانترنت:
- تعرفي على الدافع وراء دخول ابنتك للمواقع والأفلام، وتعرفي على جميع صديقاتها.
- عليك معرفة ما هي الصفحات والمواقع التي تتابعها ابنتك، وذلك يكون بالجلوس معها، والحديث العقلاني مع بنت عمرها 18 سنة.
-عقد اتفاق شفهي بينكما بأن لا تعاود الدخول إلى هذه الصفحات والمواقع، وبنفس الوقت يجب إيجاد بديل عن التلفون، مثل: الانتساب لنادي رياضي بحيث تقضي فيه وقتا لا بأس فيه، أو مصادقة بنات ذوات سمعة حسنة.
- وضحي لابنتك أضرار "إدمان الانترنت" مثل: الإجهاد، وضعف النظر، والسمنة الزائدة، آلام الرقبة والعمود الفقري، انخفاض مستوى التحصيل الدراسي، الاكتئاب والقلق والتوتر.
- التفاهم مع ابنتك، وبالتدريج يتم تحديد وقت محدد للدخول إلى الانترنت، يبدأ الساعة كذا وينتهي الساعة كذا.
- اتفقي معها على حذف جميع الحسابات والصفحات المشبوهة، وعدم الدخول إلى أي موقع إباحي.
- يجب أن يكون معك شخص آخر ترتاح له ابنتك وقادر على إقناعها.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.