الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي مراهقة، كيف نجيب عن أسئلتها المحرجة؟

السؤال

السلام عليكم

ابنتي بعمر 13 عاماً، منذ أقل من عام أصبحت فتاة، وتحدثت أمها لها عن إتمام نضجها، وعن حدوث الاضطرابات بسبب الدورة الشهرية.

قامت ابنتي بالبكاء الشديد منذ أيام؛ لأنها رأت صوراً عارية على القروب، وقامت بالخروج فوراً من المجموعة، لوجود شخص يقوم بإرسال صور غير أخلاقية.

قالت لنا بأنها تفكر دائماً في هذه الأشياء السيئة، وعندها أسئلة كثيرة بهذا الشأن، وهي غير راضية عن تفكيرها في هذه الأشياء، ولكنها لا تستطيع مقاومتها، فماذا نفعل؟ وكيف ومتى نجيب على أسئلتها، وبأي طريقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشعر بموقفك كأب يتعامل مع قضية حساسة مثل هذه، ونتفهم قلقك حول مشاعر ابنتك وتفكيرها، هذا الموضوع يحتاج إلى مزيج من الرعاية والوعي والطمأنينة، وإليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:

1. من المهم أن تتحدث مع ابنتك بطريقة هادئة ومطمئنة، تأكد من أنها تعلم أنك هنا لدعمها، وأنك لست غاضبًا منها، أو من أفكارها، ويجب أن تشعر بالأمان عند الحديث معك.

2. توجيه الأسئلة بطريقة مفتوحة، بدلًا من التوجيه المباشر، حاول أن تسألها عما تشعر به حيال ما شاهدته، وكيف يؤثر ذلك على أفكارها، يمكنك أيضًا أن تسألها عما تحتاجه من دعم أو معلومات.

3. بما أنها في مرحلة المراهقة، من الطبيعي أن تبدأ في التفكير في الأمور المتعلقة بالجنس والنضج، ومن المهم أن تحصل على المعلومات الصحيحة والمناسبة لعمرها، يمكنك توجيهها للحصول على المعلومات من مصادر موثوقة، مثل الأم، أو الكتب المصممة للمراهقين، والتي تقدم معلومات واضحة ومناسبة.

4. وضح لها أهمية الحفاظ على خصوصيتها، وعدم التفاعل مع محتويات غير لائقة، سواء كانت صورًا أو محادثات، وعلمها كيفية التعامل مع هذه المواقف، مثل مغادرة المجموعات التي تحتوي على محتوى غير أخلاقي.

5. قد تكون الأم أكثر قدرة على التحدث معها بشكل مباشر، عن التغيرات الجسدية والنفسية التي تمر بها، وعن كيفية التعامل مع الأفكار غير المريحة التي تواجهها.

6. يمكنك تذكيرها بأهمية العفة والحياء في الإسلام، مع ذكر آيات من القرآن، وأحاديث نبوية، تتحدث عن أهمية تجنب الفواحش والفكر السلبي، على سبيل المثال، يمكنك الاستشهاد بقول الله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) (الأنعام: 151).

7. اختر الوقت المناسب للتحدث معها، قد يكون ذلك بعد يوم هادئ، عندما تكون مستعدة للتحدث وتكون مشاعرها هادئة، وإذا استمرت هذه الأفكار وأصبحت تشعر بالضيق المستمر، فقد يكون من المفيد استشارة أخصائي نفسي للمراهقين.

تذكر أن المرحلة التي تمر بها ابنتك طبيعية، وأن دعمك وتوجيهك لها سيساعدها على تخطي هذه الأفكار والمشاعر بنجاح.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات