أعمل في شركة أشك في أموالها..فما النصيحة؟

0 12

السؤال

أعمل كمحاسب في شركة مقاولات وغير مرتاح للعمل فيها وأشك في أموالها، وبحثت كثيرا عن عمل آخر، ولم أجد وأنا مسؤول عن أسرة زوجية و ٣ أطفال، فهل هذا قدري، ولله في هذا حكمة لا أعرفها?

جزاكم الله خيرا، أثقلت عليكم بأسئلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Selim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أخي الكريم، ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يرزقك من حيث لا تحتسب، والجواب على ما ذكرت:

- بما أنك تعمل حاليا في الشركة التي ذكرت، ورأيت أشياء تشك فيها، فأرجو بداية أن تتبين مما تشك فيه، وتسأل أهل العلم عن ذلك، فالشك لا يبنى عليه حكم شرعي، وإذا سألت أهل العلم، فقد يظهر لك أن ما تشك فيه لا حقيقة له.

- ومن جانب آخر إذا ظهر لك أن الشركة تقوم بمعاملات أو إجراءات محرمة في الشريعة، فالواجب عليك النصح ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ولا تساهم في إجراء هذه المعاملات حتى لا تعين الشركة على الإثم، وإذا رأيت أن الشركة مصرة على إجراء ما تقوم به وتلزمك بأمور محرمة، فهنا ينبغي التفكير بشكل جاد للبحث عن عمل آخر، وتبقى في هذه الشركة حتى تجد عملا مناسبا.

- أسباب البحث عن عمل كثيرة جدا منها: الاستعانة بالله، وكثرة الدعاء، والاستغفار، والمحافظة على الطاعات، ومنها: عرض سيرتك الذاتية على أكثر من جهة، والبحث عن طريق من تعرف من الناس.

- وأخيرا: أرجو أن لا يصيبك اليأس، فإنك إذا كان تركك لعملك الحالي؛ لأن فيه ما يغضب الله، فإن الله سيعوضك نظير ذلك بعمل أفضل وأحسن مما أنت فيه، ولا داعي للتصور أن عدم وجود العمل أن الله قدر لك، فما قدره الله لنا كله خير، ولله فيه الحكمة البالغة من الابتلاء، أو لأن صرفك عن بعض الأعمال؛ لأنها ليست أحسن حالا مما أنت فيه ونحو ذلك، وما قدره الله لنا لا نعلم عنه شيئا، ونحن متعبدون بالعمل بالأسباب الشرعية والمادية فيما ذكرت لك آنفا للبحث عن العمل، ولا ينبغي أن نحتج بالقضاء والقدر وندع بذل السبب، فهذا أمر لا يقره الشرع، ومخالف لمقتضى العقل، فإننا إذا مرضنا فإننا نذهب إلى الطبيب ولا بد من هذا، ولا نقول هذا قضاء وقدر ونستسلم، وهكذا سائر شؤون حياتنا.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات