السؤال
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا لكم على هذا الموقع.
مشكلتي هي أنني فتاة أبلغ من العمر 28 سنة، وعقد قراني على رجل عمره 34 سنة، ولم يتم الزواج بعد - أي أننا في مرحلة الخطوبة- خطبتنا كانت بصورة تقليدية وليس عن طريق الحب، المشكلة هي أنني اكتشفت أن خطيبي لا يستطيع مفارقة أصدقائه في الوقت الذي نحتاج أن نكون فيه مع بعض، لدرجة أنه يراهم أكثر مما يراني، والمشكلة تكمن في أن بعض أصدقائه ليسو صالحين، أي فيهم من يشرب الخمر والعياذ بالله، ومنهم من يرتاد الفنادق، والبعض منهم صالحون، ولا أعرف كيف أجذبه إلي، أريد أن أجذبه لجانبي وأبعده عنهم من الآن وقبل الزواج؛ حتى لا يعتاد على الوضع ويستمر عليه فيما بعد الزواج، علما أنه يصلي ويعرف ربه، هذا ما ظهر لي من تصرفاته إلى الآن، وحتى عندما تم السؤال عنه ذكر بالخير، ولكن قيل بأنه كانت له سوابق في شرب الخمر والله أعلم، وأنه كان يرتاد الفنادق، حيث اعترف بذلك وقال أنه ترك ذلك منذ زمن بعيد.
أريد أن أبعده عن هؤلاء، ولكن أجهل المهارات، فأنا أعرف أن كل ممنوع مرغوب، ولا أريد أن أصارحه؛ لأني لو صارحته بذلك سوف يعاند ويصر، وسوف يقول هؤلاء أصدقائي ولا مفر منهم، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يوفقك في حياتك الزوجية، وأن يجعلك وزوجك من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يزرع محبتك في قلب زوجك ومحبته في قلبك، وأن يجعل بينكما المودة والرحمة، وأن يمن عليكم بالذرية الصالحة والرزق الطيب المبارك.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأتصور أنه لشدة حرصك على زوجك أعطيت الأمر أكبر من حجمه، فالأمر لا يعدو أن يكون عادة قديمة تعود عليها زوجك نظرا لفراغه وعدم وجود ما يشغله، وأتصور أن هذا سوف ينتهي بالزواج وبدون مشقة، وهذا واقع كثير من الشباب الذين ما إن تزوجوا حتى أصبح أصدقاؤهم ينكرون عليهم عدم زيارتهم أو حتى الاتصال بهم، خاصة إذا كانت الزوجة من النوع الواعي الحريص على إغراق زوجها في بحور الحب الصافي والدفء العاطفي الذي ينسي الإنسان نفسه كما لو كان في جنة الدنيا، فلا تشغلي نفسك بهذه المسألة، فهي لا تعدو أن تكون مسألة وقت خاصة وأنه ليس من عادة الرجال المكث الطويل مع الزوجة في بيت أبيها لما في ذلك من حرج له أو لأهل زوجته .
ولعل هذا فيه خير كثير وأنت لا تشعرين، فاطمئني من هذه الناحية، وكل الذي عليك أن تكوني طبيعية وألا تظهري تعلقك الشديد به وكثرة إلحاحك عليه أن يظل بجوارك؛ لأن البعض قد يفهم هذا فهما غير صحيح، فكوني طبيعية جدا ولا تعاتبيه دائما على جلوسه مع أصحابه؛ لاحتمال أن تكون منزلتهم في قلبه أهم من منزلتك، فلا يقبل الكلام عليهم، وقد تسمعين منه عبارات أنت في غنى عنها، فنصيحتي -ومعذرة من التكرار- كوني طبيعية جدا، واعلمي أن المسألة مسألة وقت، وعما قريب سيكون معك، وسترين بنفسك أن هذه العلاقة بدأت تفتر شيئا فشيئا مع الأيام ما دمت توفرين له البديل المناسب الذي ينسيه ماضيه كله بإذن الله.
ولي عليك بعض العتب في عبارة أن الخطبة تمت بطريقة تقليدية وليست عن طريق الحب، وأنا أسألك: هل يجوز للبنت المسلمة أن تحب رجلا ليس بينها وبينه أي علاقة؟
هذا -أختي نورة- لا يجوز لأن الحب لابد أن يكون تحت المظلة الشرعية وفقط، وما سوى ذلك فهو حرام شرعا، فاحمدي الله على أنك لم تقعي في مثل هذه العلاقات المحرمة التي لا ترضي الله ورسوله.
وختاما : لك دعواتنا جميعا بالموقع أن يملأ الله قلب زوجك بمحبتك، وأن يجمع بينكما على خير، إنه جواد كريم، وبالله التوفيق.