السؤال
أحببت شخصا متدينا منذ ما يقارب 11 عاما، وهو يحبني أيضا، وصارحت والدتي في البداية، فاقترحت على أن نهي الموضوع حتى نكبر وبعدها ييسر الله الخير، وعندما تخرجنا جاء ليتزوجني، ولكن والدتي رفضت بشدة من أجل الفرق بيننا في المستوى المادي، ولأنه لا يملك شقة تمليك، مع أنها تقول عنه إنه شخص ممتاز، وتبكي من أجل حزني، ولكن تخاف علي من تغير المستوى المادي ولا أستطيع أن أستمر في حياتي، ولكني مستعدة، فحالته أفضل بكثير ممن هم في سنه، فهو يبلغ 24 من عمره، فهل رأي والدتي صحيح؟ مع أنني سأكون إن شاء الله في عيشة كريمة ومع شخص يحترمني ويخاف الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ رحاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابنتي العزيزة رحاب: حفظك الله من كل سوء، ووفقك للخير حيثما كنت، وأسأله تبارك وتعالى أن يعيننا وإياك على طاعته.
فإذا كان هذا الرجل يخاف الله فليس هناك أفضل منه، ولكننا يا ابنتي نخطئ كثيرا عندما نبني علاقات عاطفية مع الشباب دون مراعاة للضوابط الشرعية، وما من مخالفة لأمر الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم إلا كانت عاقبتها أزمات ومشاكل فنضطر لدفع الثمن: (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))[النور:63].
وحتى نعالج ذلك الخطأ لا بد من المسارعة إلى التوبة والاستغفار، والاجتهاد في تأسيس رابطة شرعية، فليس للمتحابين مثل النكاح، والصواب أن يبدأ الحب الحقيقي بالزواج الشرعي.
ومع احترامنا للوالدة الكريمة إلا أن رأيها ليس بصواب، ولكن الشريعة تأمرنا بالأدب واللطف مع الوالدين، وأرجو أن تجتهدي في إقناعها برأيك، ويفضل إشراك الخالات والصالحات المسلمات العاقلات، وعلينا أن نعلم أن المال عارية مستردة، وهو عرضة للزوال، ولكن الأخلاق والدين هما البضاعة الدائمة في الدنيا والآخرة، وهي ضمانات للسعادة الزوجية في الدنيا، وبها ينال الإنسان الفوز في الآخرة، والدين والتقوى عاصم للإنسان من الظلم والعدوان، ورحم الله الحسن البصري عندما سئل من نزوج بناتنا؟ فقال: " زوجها التقي؛ فإنه إن أحبها أكرمها -والتقوى تدعوه لذلك- وإن كرهها لم يظلمها ولم يهنها -لأن التقوى تحجزه- أما المال فهو داعية الطغيان والتكبير (( كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى ))[العلق:6-7] ".
والله الموفق.