السؤال
السلام عليكم.
أعاني منذ سنة من شعور قوي بالرغبة في إرجاع رأسي للخلف، وإذا قمت بذلك شعرت بشد في جسمي وحركات لا إرادية مثل: تدوير الرأس، وارتفاع الكتف، وأصر على أسناني، ولا أستطيع العودة لحالتي الطبيعية، مع العلم أن لدي ضغوطا نفسية كثيرة، ومصابة بالحسد والمس منذ الصغر، وأتعالج منذ سنتين، وما زلت أستمع للرقية، ولكن بدون فائدة أو تغيير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
لديك استشارات سابقة، كانت هناك استشارة رقمها (2424936) قمت بالإجابة عليها قبل ثمانية أشهر تقريبا، وقد وجهت لك الإرشاد المطلوب في تلك الاستشارة.
الآن – أيتها الفاضلة الكريمة – هذا الشعور الذي يأتيك بالرغبة في إرجاع رأسك للخلف مع انشداد جسدي وتصرفات لا إرادية مثل تدوير الرأس وارتفاع الكتف، أنا أعتقد أن هذه تحركات أو حركات نمطية وسواسية، الإنسان في بعض الأحيان قد يتعلم على بعض الأنماط التي يحس بالارتياح حين يقوم بتكرارها أو الميل إليها.
لا أعتقد أن الأمر له علاقة بالسحر أو بالمس أو بالحسد، لكن خذي بالأسباب، وارقي نفسك وحافظي على الأذكار واذكري الله كثيرا وأكثري من تلاوة القرآن، وأكثري من المعوذات وسورة الإخلاص وآية الكرسي. يجب كذلك أن تحافظي على صلاتك في وقتها، ووردك القرآن والأذكار، وأرجو ألا تكثري التوهم حول هذا الموضوع، لأن الوهم يؤدي إلى غشاوة كبيرة جدا في التفكير، ويضر بالصحة النفسية بصورة مخلة جدا.
أريدك – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تتجاهلي هذه الرغبة في إرجاع الرأس وما يتبعها من حركات، وأريدك أن تمارسي تمارين استرخائية بكثافة، مرة في الصباح ومرة في المساء. إذا قام أخصائي نفسي بتدريبك على تمارين الاسترخاء فهذا سوف يكون أمرا جيدا، وإن لم يكن ذلك ممكنا يمكن أن تطلعي على استشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015) سوف تجدين فيها بعض التفاصيل عن تمارين الاسترخاء وكيفية تطبيقها، كما أنه توجد برامج على اليوتيوب ممتازة جدا توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
إذا العلاج يكون من خلال التجاهل، وعدم الاستجابة لرغبة إرجاع الرأس، هذا مهم جدا، وتطبيق تمارين الاسترخاء، لأن الاسترخاء حقيقة يضع العضلات والنفس في مساراتها الصحيحة.
أيضا يجب أن تتجنبي الفراغ من خلال أن تشغلي نفسك فيما هو مفيد، أحسني إدارة وقتك، كوني نشطة، كوني مجيدة للتواصل الاجتماعي، يجب أن تكون لديك مساهمات أسرية إيجابية، هذا كله يصرف انتباهك إن شاء الله تعالى عن هذه الحركات اللاإرادية.
بما أن طابعها وسواسي فإن تناول عقار مثل الـ (فافرين) سيفيدك، فإن لم يكن بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي يمكن أن تتحصلي على هذا الدواء، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة. الفافرين يسمى علميا (فلوفكسمين) تتناوليه بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها مائة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.