السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا -والحمد لله- متدينة وتزوجت من شاب كنت أحسب أنه متدين، وبعد الزواج اكتشفت أنه ليس متدينا التدين الذي كنت أحلم به، فحمدت الله وأصبحت أعينه على التدين (وأحتسب الأجر عند الله)، لكنه دائما ينظر إلى الفتيات، فقد تكلمت معه بنصائحكم لإحدى الفتيات لكن دون فائدة، علما بأني شديدة الغيرة لا عليه فقط، بل على كل شخص يفعل أمامي ما يغضب ربي.
علما بأني والحمد لله على قدر من الجمال، أرجو منكم النصيحة في موضوعي بأسرع ما يمكن.
أما مشكلتي الثانية فهي أن زوجي أيضا يتكلم مع فتاة في الماسنجر، أيضا نصحته ولكنه يقول لي أنها مثل أخواته، فقلت له بأن الإسلام لم يقل كذلك وأوضحت له، فهو ينقطع عنها ثم يعود يحادثها مرة أخرى.
علما بأن الفتاة أحيانا هي التي تبدأ بالحديث معه، أرجو منكم أن تساعدوني بنصائحكم الغالية، وجزاكم الله خيرا ..
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم براءة حفظها الله،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
شكر الله لفتاة تتمسك بدينها وتغضب إذا انتهكت حرمات ربها وتحرص على إعانة زوجها على الالتزام، وجزى الله الصالحات المصلحات خيرا، وليت كل امرأة مسلمة تستخدم حيلها ودلالها وأساليبها وحكمتها في إعانة زوجها على الخير، وكم من رجل كان صلاحه - بعد توفيق الله - على يد امرأة، ورضي الله عن أم سلمة التي كان مهرها الإسلام، حين خطبها أبو طلحة فقالت له ما مثلك يرد ولكنك رجل كافر فإن تسلم فذلك مهري فأسلم فكان مهرها الإسلام، وهل سمعت بامرأة كانت أكرم مهرا منها رضي الله عنها؟
إذا كانت غيرتك لله وعلى مراد الله فأبشري، وسوف يصلح الله لك زوجك بحوله وقوته فإن الغيرة المحمودة هي ما كانت في الريبة، والغيرة التي لا يحبها الله هي ما كانت مجرد شكوك وظنون وأوهام.
إذا كان زوجك ينقطع بعد سماعه لنصائحك عن المكالمات والمراسلات ثم يعود فهذا دليل على أن فيه خيرا، ودليل على أنه يشعر من داخله بأن ما يفعله خطأ، وهذا مؤشر جيد فشجعي كل بادرة تحسن ورجوع إلى الصواب، ولا تظهري له أنك أعلم منه، واختاري لنصائحك الأوقات المناسبة.
أشعريه أن غيرتك عليه لكمال الحب ولحرصك على صلاح دينه ودنياه، ولا تتبعي معه أسلوب التجسس والتحقيقات ولكن أمنحيه قدرا من الثقة وذكريه بالله، واحرصي على تجديد جمالك بتزينك له، وبالاهتمام بأمره وبيته وكوني مستمعة جيدة، وتعلمي فن الاستماع الإيجابي وشاركيه في اهتماماته مهما كانت حتى لا يبحث عن أخريات يستمعن إليه ويمنحنه ما يفقد من حنان واهتمام.
لست أدري ما هو نوع الحوار الذي يدور مع تلك الفتاة؟ وهل هناك ما يمنع من مشاركته في ذلك؟ وإذا كانت هي مثل أخته، فلماذا لا تكون أختا لك أيضا وتحاورك، واطلبي منه مشاركة الحوار معها، وعند ذلك غالبا ما تلوذ تلك الفتاة بالفرار إن كانت نواياها غير طيبة، وقد يمتنع هو أيضا عن مشاركتك إذا كان في الأمر ما لا يرضي الله .
حركي في نفسه كوامن الغيرة وذلك بأن تقولي له هل يرضيك أن يكلمني رجل أجنبي أو يكلم أختك أو عمتك ...؟ وكيف ترضى هذا لبنات الناس؟ أما تعلم أن من يعتدي على أعراض الناس يسلط الله على عرضه؟ فإن الجزاء من جنس العمل .
لا شك أن ما ذكره ليس بصحيح، ولن تكون الأجنبية مثل أخته، وأرجو أن تحرصي على عمارة بيتك بالطاعات وتذكيره بمراقبة رب الأرض والسموات.
نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.