طفلي يبدي عورته لأخته

0 329

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
إخواني المختصين في تربية الأطفال في موقع إسلام ويب، لدي مشكلة وهي أن ابني البالغ من العمر سنتين وثلاثة أشهر، يقوم في غيابي بإظهار عورته لأخته التي لها 4 سنوات من العمر.

وقد قامت هي والعاملة الأندونيسية بإبلاغي أكثر من مرة بهذه الأمور والغريب أنه لا يفعل هذا أمامي أبدا، المهم لا أدري ما سبب هذه الحركات الجنسية؟ وكيف أمنعه من تكرارها؟ أنا تجنبت عقابه بالضرب كي لا أسيء التصرف، وأنتظر الرد بحل هذه المشكلة منكم. مع العلم أنني محافظة جدا جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن العلاج الصحيح يبدأ بالتغافل عن مثل هذه الأخطاء وذلك لأن الطفل لا يعي في هذه المرحلة، ثم تأتي مرحلة إظهار عدم القبول بالتصرف ويفضل أن يكون التعبير بتعابير الوجه، ثم تأتي مرحلة التنبيه والتعليم مع ضرورة وجود جرعات من العاطفة والتشجيع، فإن لم ينفع هذا فإننا نكلمه في الأمر بنبرة يظهر فيها الغضب ثم تأتي مرحلة التهديد والتعنيف ثم فرك الأذن ثم تعليق السوط والإشارة إليه ثم استعمال العقوبة التي تناسب الجرم مع ضرورة قراءة آثار العقوبة والمعرفة الشاملة لطبيعة الطفل الذي نريد أن نعاقبه وفي حالة عدم مراعاة هذا الترتيب فقد تكون النتائج عكسية فقد يصر على العناد والمكابرة .

أما عن أسباب هذا مثل التصرف فهي كما يلي:
1- الدلال الزائد .
2- طريقة حمل الطفل في صغره وطريقة التعامل مع عورته من قبل الخادمة، ومن جانب أفراد الأسرة .
3- مراقبة سلوك الخادمة، وعدم ترك موضوع الطفل لها بالكامل ويفضل أن تغسل وتنظف وتعد الطعام، أما مسألة الرعاية والتوجيه، فأرجو أن لا نعطيها لغيرنا في فترة وجودنا بالمنزل .
4- ترسيخ التصرف الخطأ بالضحك عن أول خطأ .
5- مراقبة سلوك أخته فربما كانت هي التي علمته، والطفل عنده حب الاستطلاع واكتشاف الفوارق .
6- الحرص على ستر عورته عنه حتى يعبث بها .
7- الاهتمام بنظافة العورة حتى لا يحتاج إلى إظهارها وحكها .

وهناك أسباب أخرى مثل :
لفت الانتباه، وإشعار الكبار بالصدمة وقد يكون السبب هو التفريغ الانفعالي والتحدي، أو الرغبة في الشعور بأنه أصبح كبيرا، وقد يكون الهدف هو السرور الطفولي بالأخطاء وحب الظهور والتفوق على الآخرين ولو بالخطأ .

ولا شك أننا لا نوافق على تسمية هذا العمل حركات جنسية، وأرجو أن لا يسمع الطفل هذه الكلمات في هذه المرحلة المبكرة، وأرجو تنمية الجوانب الإيجابية كأن تحرصي على ستر عورته في فترة وجودك وتركزي على تعليمه هذا الأمر دون الإشارة إلى الخطأ الذي يفعله، وليتنا نعود أطفالنا تبديل ثيابهم بعيدا عن إخوانهم وقضاء حاجتهم بعيدا عن الأعين والآذان، وكوني قدوة حسنة له بالتغافل عن عورته والانتباه لتصرفاتك الخاصة مع زوجك فإن ابن عمر رضي الله عنه ما كان يعاشر أهله في حجرة فيها طفل رضيع .

وأرجو تشجيع هذا الطفل على التعبير عن نفسه وانفعالاته وإعطائه مزيد من الوقت والاهتمام، ومناقشته بهدوء في حالة الإصرار والتكرار مع منح جرعات من العاطفة والتشجيع والإيجابية في التغافل والاستماع واستخدام عناصر الدفء العاطفي كالقبلة والمسح على الرأس واللمس، ثم إشعاره بعدم رضاك عن مثل هذه الممارسة وتذكيره بأن الاستمرار قد يحرمه من هذه العواطف والمحبة مع ضرورة تجنب التوبيخ وعدم نشر الخبر بين الجيران والأهل .
وقد أحسنت بعدم البدء بالعقوبة، وشكرا لك على اختيار موقعنا، ونسأل الله أن يصلح هذا الطفل وأن ينبته نباتا حسنا.
والله ولي التوفيق والسداد!

مواد ذات صلة

الاستشارات